الممكن السعودي .. مستحيل الآخرين.

في وقت تتوتر فيه العلاقات الدولية و تتغير التوازنات الجيوسياسية، تظهر المملكة العربية السعودية كجهة قادرة على تحويل المستحيل لدى الآخرين إلى ممكن في بيئتها الخاصة. هذا النهج السعودي، الذي يجمع بين الرؤية الطموحة و الإرادة الحديدية، يعكس تأثير السعودية على الساحة العالمية. في أعقاب انخفاض أسعار النفط و تحديات التغير المناخي، تبنت السعودية رؤية 2030 التي لم تكن مجرد استجابة للأزمات الاقتصادية، بل كانت رؤية لتحول اقتصادي كبير في ظل الأحداث الدولية، مثل الجائحة العالمية التي أثرت على الاقتصادات العالمية، استطاعت السعودية تنفيذ مشاريع مثل نيوم، التي تعتبر محاولة لابتكار نموذج اقتصادي جديد يعتمد على الطاقات المتجددة و تكنولوجيا المستقبل ، و هذا التحول يثبت أن السعودية قادرة على تحويل المستحيل إلى ممكن في مجال التنويع الاقتصادي. مع التحديات البيئية التي تواجه العالم، تظهر السعودية كقائد في تحويل صناعة الطاقة ، فالإعلان عن “مبادرة السعودية الخضراء” و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” تعكس استعداد السعودية لقيادة العالم نحو استدامة الطاقة ، بمعنى أنه في حين تكافح بعض دول العالم لتوافق بين النمو الاقتصادي و حماية البيئة، تنجح السعودية في جعل هذا المستحيل ممكناً من خلال استراتيجياتها الطويلة الأمد. على الساحة الدولية، تظهر السعودية كلاعب رئيسي يمكنه تحقيق ما يعتبره الآخرون مستحيلاً من حيث السياسة و الدبلوماسية ، مثلاً التوصل إلى اتفاقات تاريخية مع إيران من خلال الوساطة الصينية في عام 2023، و التواصل الدبلوماسي المستمر مع القوى العظمى بشأن دعم القضية الفلسطينية المتمثل في حل الدولتين. هذه الجهود الدبلوماسية تثبت أن السعودية قادرة على تحقيق استقرار في منطقة تعتبر معقدة و متوترة و مساعيها تصنع الفرق الإيجابي في مصير الدول. و في مجال التعليم و الإبتكار ، تستثمر السعودية في تطوير أجيال جديدة مؤهلة للعصر الرقمي وللمنافسة العالمية مثل برامج مثل “مسار” وتطوير الجامعات السعودية لتكون مراكز للبحث والابتكار، يجعل من السعودية مكاناً يمكن فيه تحويل المستحيل إلى ممكن في مجال التعليم و التكنولوجيا في عالم يتنافس فيه الدول على جذب الأفكار والعقول، تبرز السعودية كجهة تتحدى هذا المستحيل. على الساحة الإنسانية، تلعب السعودية دوراً متميزاً من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة و الأعمال الإنسانية، حيث توفر المساعدات الإنسانية للدول المتأثرة بالأزمات و الكوارث، و هذا الجهد يظهر تأثير السعودية على المستوى العالمي و يثبت أن بإمكانها تحقيق ما يعتبره الآخرون مستحيلاً من حيث المساعدة الإنسانية في الوقت الذي تكافح فيه منظمات عالمية أخرى لجمع التمويل والدعم. المملكة العربية السعودية، في ضوء الأحداث الدولية الراهنة، تثبت أنها ليست مجرد قوة اقتصادية أو سياسية، بل هي قوة قادرة على تحويل المستحيل إلى ممكن من خلال تنويع الاقتصاد، تحديات الطاقة المستدامة، الدبلوماسية الفعالة، التعليم الرائد، و المساعدات الإنسانية، و المساعي الحميدة لتحقيق إستقرار بعض الدول التي عانت كثيراً من ويلات الحروب الأهلية مثل سوريا و لبنان لتظهر السعودية كقوة عالمية محورية ترسم مسارات جديدة للتنمية و السلام والتعاون الدولي في عالم يعتبر فيه الكثيرون بعض الأمور مستحيلة، تصبح السعودية أرض للإمكانيات و الممكنات اللامحدودة.