مهارة الاستماع ..!

    تبرز أهمية مهارة الاستماع في كونها المدخل الأبرز لامتلاك العلم والمعرفة، وبناء القدرات العقلية التي تُنمي مهارات النقد والتمييز لما يُسمع، فهناك علاقة قوية بين مهارة الاستماع وبقية المهارات من تحدُّث وقراءة؛ ولكي يكون التلميذ قادرا على إدراك الكلمات والجمل والعبارات لابد أن يكون قد استمع إليها من قبل، فالاستماع يساعد على توسيع ثروة التلميذ اللغوية؛ ولذلك ينبغي أن تبدأ دروس القراءة في المرحلة الابتدائية بالاستماع أولا من المعلم، بعد ذلك بتنمية مهارة القراءة لديهم.     وعليه ينبغي على المعلم معرفة أنواع البنى النصية في نصوص الاستماع لتلك المقررات، ولقد حدد عدد من الباحثين مهارات الفهم الاستماعي في مستويات منها: - فهم المعنى الحرفي المباشر: ويشير إلى فهم المعاني الحقيقية للكلمات في النص المسموع، ومعرفة الفكرة الصريحة، وتحديد التفاصيل، وفهم واستيعاب الكلام الوارد في النص بشكل مباشر، والملمح الرئيس لهذه البنية وصف الشيء بمكوناته، أو ذكر معناه، أو تضاده، أو ترتيب الأحداث والأفكار بتسلسل، ومن الكلمات التي تشيع في هذه البنية: مثلا، هذا، هو، أولا، ثانيا، قبل ذلك، أخيرا. - الفهم الاستنتاجي: وهو الفهم الذي يتطلب المزج والربط بين المحتوى الحرفي للمسموع مع معلومات وخبرات وخيال المستمع، وهذا المستوى أعمق من السابق؛ لأن المستمع يبحث في المعاني والأفكار الواردة صراحة وضمنا، ويعمل على استخلاصٍ للمقاصد، ويكشف العلاقات، ويتوصل إلى الأفكار الضمنية من خلال السياق، والملمح الرئيس لهذه البنية ذكر الفكرة الرئيسة، استنتاج بعض القيم الموجودة في النص، ذكر الأسباب والنتائج، ومن الكلمات التي تشيع في هذه البنية: وكان الهدف، يتحلى بكذا، بسبب، لذلك، نتيجة، لأن. - الفهم الناقد: ويقصد به إصدار الحكم على النص المسموع من كل النواحي اللغوية والدلالية والوظيفية وتقويمها، والملمح الرئيس في هذه البنية إبداء الرأي حول مواقف وأشياء، والتمييز بين المذكور وغير المذكور، ومن الكلمات التي تشيع في هذه البنية: وتصرفه كان كذا، استعجل في، احتار كيف. - الفهم الإبداعي: ويعني قدرة المستمع على ابتكار أفكار جديدة ونهايات مغايرة، واقتراح مسارات فكرية جديدة للنص المسموع، والملمح الرئيس في هذه البنية جعل النهاية مفتوحة، إيراد مشكلة ما وذكر بعض الحلول المناسبة، ومن الكلمات التي تشيع في هذه البنية: لك أن تتخيل النهاية، الصعوبة في هذا هي، أحد الحلول الممكنة هو.     وتعقيبا على ما سبق فإن مهارة الاستماع بجميع بناها ذات أهمية بالغة في بناء شخصية التلميذ إذ تجعل منه مستمعا متفاعلا مع المتحدث قادرا على التحليل والتفسير والنقد.