مساء اليوم في جامعة الأمير سلطان وبمشاركة د. الحارثي و د. الدريس وإدارة عبدالله العساف..
قيصرية الكتاب تحتفي بمعالي الشيخ جميل الحجيلان.
ضمن سلسلة “شخصيات وطنية” تقيم قيصرية الكتاب ،في السابعة والنصف من مساء اليوم في جامعة الأمير سلطان (مبنى 104)، ندوة وفاء واحتفاء بالوزير والسفير السابق معالي الشيخ جميل بن إبراهيم الحجيلان. يشارك في الندوة د. فهد العرابي الحارثي و د. زياد بن عبدالله الدريس وبإدارة من أ.د. عبدالله العساف. يتضمن برنامج الحفل عرض فيلم وثائقي عن سيرة وشخصية المحتفى به،ثم كلمة المشرف العام على قيصرية الكتاب الأستاذ أحمد فهد الحمدان ثم كلمة لمعالي الشيخ جميل الحجيلان ثم تبدأ الندوة التكريمية. يقدم الحفل المستشار الإعلامي الأستاذ عبدالعزيز بن فهد العيد. اليمامة استطلعت آراء المشاركين في الندوة وأهم المحاور التي سيتحدثون عنها. د. فهد العرابي الحارثي قال: (بحكم اهتماماتي الشخصية ، و لأني أحب أن أخوض فيما أعرف فإن مداخلتي ستقتصر على “شغف الإعلام” لدى الضيف المكرم معالي الشيخ جميل الحجيلان . •• فالإعلام بالنسبة للشيخ جميل لم يكن “وظيفة” فحسب بل هو شغف حقيقي متمكن يرافقه دائماً حتى و هو يتنقل في مناصبه الأخرى المتعددة . •• سأتناول تجربتين مهمتين في علاقة الشيخ جميل بالإعلام : الأولى : تجربة السفارة في الكويت و من ثم تجربة الوزارة في السعودية وذلك نظرا لأهمية هذه المرحلة بالنسبة لمستقبل الإعلام في البلاد. و الثانية : تجربة السفارة في باريس ، لأنها من أنجح ما عرفنا من التجارب الديبلوماسية و الإعلامية ، •• التجربة الأولى : على مستوى الإنجاز : - في الكويت : متابعته لما يحاك في البيئات الإعلامية المختلفة ضد بلاده التي كانت يومها بلا إعلام فهي كالفارس الأعزل في معارك حامية الوطيس . - في السعودية : بعد تقلده منصب أول وزير للإعلام فقد أضحى هو المؤسس لوزارة جديدة هي وزارة الإعلام و من ثم أمسى هو المؤسس الحقيقي للإعلام نفسه في المملكة - •• على مستوى التحديات : # كانت هناك معركة الخصومة مع عبدالناصر ، ومع اليسار العربي . # ضعف الأدوات : فليس سوى الإذاعة المشلولة # ضعف الكوادر البشرية أو انعدامها # المحافظون و مقاومتهم الشديدة وترصدهم لكل شاردة وواردة في الإعلام . •• على مستوى المنجزات : كان الأبرز هو : # تقوية الإرسال الإذاعي # انشاء التليفزيون # إصدار نظام المؤسسات الصحفية •• التجربة الثانية : باريس - بناء العلاقات المتينة مع الإعلاميين الفرنسيين / دون أن يعلم بأنه يوما ما سيحتاج إلى تلك العلاقات ، و سيدرك بأنها من أهم الاستثمارات التي أشادها في واحدة من أهم العواصم في العالم ( الاختبار والاستثمار كان بالمستوى الملفت أثناء غزو العراق للكويت ) - كان معاليه سفيرا في العاصمة الفرنسية ، وكنت طالب دراسات عليا هناك ، لكني في الوقت ذاته كنت مديراً لمكتب صحيفة الرياض ، وهنا التقى المزاجان ، فكانت الفرصة أن أكون شاهداً على واحدة من أبرز تجارب أبو عماد في التعامل مع الإعلام وتسخيره لتحقيق الأهداف التي تخدم بلاده . •• كان يعمل بنشاط دؤوب على خطين غاية في الأهمية والحساسية - الأول :خط الديبلوماسية إذ أشاد علاقات ناضجة و ناجزة مع كل السياسيين البارزين في الإدارة الفرنسية ، وكنت على موعد مرة أو مرتين في الشهر مع غداء أو عشاء فاخر في منزل السفير السعودي مستضيفاً أحد أو بعض أركان القيادة الفرنسية في حضور “محفوف” و حوار حميمي . - أما الخط الثاني فخط الإعلام فكل القيادات الإعلامية و الصفوف الأولى من المثقفين الفرنسيين فكنا نلتقيهم أيضا في منزل أبي عماد . •• كان طوال السنوات لعشرين التي قضاها في العاصمة الفرنسية يجاهد في إيصال رسائل بلاده إلى حيث ينبغي لها أن تكون بمهارة و حرفية عالية ديبلوماسيا وإعلامياً . •• فلما جاء غزو الكويت فتح الحجيلان كل أبواب الإعلام الفرنسي للجهاد الأكبر ضد الغزو ، فأعمل سيوفه في الخصوم بما لم يفعله غيره من سفراء الشرق و الغرب). أما الدكتور زياد الدريس فقال: (لم يكن جميل الحجيلان عابراً في كل المواقع التي مرّ بها، فما زال اسمه يرد عند السعوديين في أي فرصة للحديث عن بواكير الإعلام السعودي. وما زال الفرنسيون يتذكرون هيبته الدبلوماسية التي وجدتُ آثارها هناك رغم مضي سنين طويلة على تركه السفارة. وما زال الخليجيون يتذكرون رصانة الأمين العام المتوازن وحكمته عندما تتأرجح المواقف والتصريحات. لا أبالغ إذا قلت بأن السيرة الذاتية للشيخ جميل الحجيلان، ليست سيرة شخص ولا سيرة جيل، بل سيرة دولة عاصرها هذا الإنسان منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وحتى ما وصلت إليه الآن على يد الملك سلمان حفظه الله. ماذا نتوقع من رجل عايش وتعامل مع سبعة ملوك غير أن يكون زاخر التجربة، ثريّ الذكريات والمواقف. لو قام الشيخ جميل، في مذكراته الصادرة في جزئين، بسرد كل الوقائع التي حدثت له؛ طفلاً، غريباً، مغترباً، مترجماً، إعلامياً، دبلوماسياً، متقاعداً ارستقراطياً، لما كفته عشر مجلدات، وليس اثنان أو ثلاثة).