الشيخ بن حميد والخطبة المختلفة.

    استمتعت – واستمتعت – في فترة سابقة إلى خطبة فضيلة الشيخ الدكتور/ صالح بن عبدالله بن حميد على منبر الحرم المكي الشريف حول فقه الإنصات وحسن الاستماع ، وأشار فيها إلى أن حسن الإنصات وأدب الاستماع من أعظم ما يبني العلاقات ويرسم طريق النجاح ، ويرسخ الثقة في النفس ويردم الجفوة ويسد الهوة ويحقق وطأة الخلاف ، وأنه أفضل طريق لإقناع الآخرين وأيسر سبيل إلى الوصول إلى الحق ، كما حذر فضيلته من المقاطعة والاشتغال بإعداد الرد أثناء الاستماع ، واستعجال الإجابة ، وعدم حسن الاستماع ذلك أنه يؤدي لسوء الفهم وسوء الفهم يؤدي إلى ضياع الأوقات والجهود والأموال والعلاقات.    وفي ختام الخطبة حذر فضيلته من الإنصات المنحاز ممن يستمع وقد استبطن حكماً مسبقاً أو تصنيفاً للأشخاص أو المعلومات.  كانت هذه الخطبة  وتميزها محل نقاش واستحسان في جمع شبابي ، ليس لأنها خطبة جامعة شاملة تطرقت إلى خلق مهم من الأخلاق التي حثنا الإسلام عليها، حرمنا بسبب سوء استخدامه الشيئ الكثير، وإنما مبعث الاستحسان أيضاً هذا التنوع المطلوب في الخطب والمحاضرات، المحصورة سابقاً في طرق موضوعات العبادات بشكل مبسط ومكرر ، أو استغلالها في إبداء الأمور الشخصية في بعض القضايا، وليس رأي الإسلام بشكل يتصف بالإثارة ومخاطبة العواطف ، والتحيز في عرض الأدلة أو الوصول إلى النتائج المستهدفة بما يضر المجتمع ولا يصب في مصلحته.      إن إحسان الإنصات وإحسان الاستماع وما يتبعه من عدم المجادلة بالتي هي أحسن من بعض أصحاب القدوة ساهم بشكل كبير في الانحراف الفكري والتشدد لدى كثير من الشباب الذين نكتوي بناره حتى الآن.      ويتواكب مع داء عدم إحسان الإنصات وإحسان الاستماع في المسار نفسه ويشترك معه في الأثر والغرض عدم القراءة المتأنية وغير المتميزة لبعض ما يطرح من قضايا أو أراء أو اقتراحات لا تتوافق مع آرائنا أو معتقداتنا، بل إن المطلوب من أصحاب القدوة ليس عدم استقطاب الحكم مسبقاً لدى عرض المعلومة ، بل المطلوب أداءاً للواجب وسيراً على خطى السلف البحث عن المعلومة الحقة وبذل الجهد في سبيل ذلك.