أغاريد الوادي
عُــصـــفُـــورَةَ الــــدَّوحِ، إنِّــي شَــــاكٍ شَــقـــائـي، فــغَـــنِّــي ولا تَـــلُــــومــــي فُـــــــؤادي فـالــشَّــــوقُ قـــد نــالَ مِـــنِّــي هـــاتِــي الــغِـــنَــاءَ تِـــبَـــاعًــا واســـتَــلــهِــمــي كُــلَّ فَــــنِّ غَـــنِّــي.. ولا تُــخــبِـريـهُــم لـلـسِّــــرِّ - فــضــلاً - أكِــنِّــي إنِّــي سَـــئِــمْــــتُ حَـــيــاةً قــد عُــبِّــئَــتْ بـالــتَّــمَــنِّــي فَــكَــم رَمَـــيــتُ بــسَــهـــمٍ فـخَــابَ سَـهــمِـي.. وظَــنِّــي! أُريـــــدُ فــيــهــا سَــــلامًــا ولــــيـــسَ إلاَّ الــتَّــجَـــنِّــي وكــيــفَ تـصــفُــو وتـحـلُــو؟! دُنــيـــا الأسَــى والــتَّــعَــنِّــي إن رُمْـــتُ حُـــبًّــا ووَصْـــلاً جــادَتْ بــهَــجْـــرٍ وضَـــنِّ! والــيــومَ جــاوزتُ “خَـمـسِــيــ ــني”.. والـهَــوى صَــدَّ عـنِّــي والــدَّهْـــرُ بـالـمَـــرءِ يـنــحُـــو نــحــوَ الــرَّدى والــتَّـــدَنِّــي لَـو طــالَ حُــزْنـي وجَــرحـي يـا نــفْـــسُ، لا.. لا تَــئِــنِّــي مــا شــابَ قـــلــبٌ مُــحِـــبٌّ لــو شــابَــتِ الــيــومَ سِــنِّــي سَــمْــراءُ، يــا نَــبــعَ حُـــبِّـي يــا ظـــبـيَ رَوضٍ أَغَــــنِّ قــد قُــلـتِ يـا “حُــبُّ” يـومًـا: صُـــنــتُ الــوِدادَ.. فــصُــنِّــي قــالــتْ: كـأنَّــكَ خُــنــتَ الـ عُـهُـودَ!.. قــلــتُ: كـأنِّــي..! لا تَـســمَــعــي قــــولَ واشٍ قــد ذَمَّ ( تَــمْـــري وبُــنِّــي ) وقُــلـتُ: مـا الـقــولُ؟ قــالـتْ: احــلِــفْ.. إذا لــمْ تــخُـــنِّــي فــمَـــا رأيــــتُ شَــقَـــاهــا مــا بـــيـــنَ إنْـــسٍ وجِـــنِّ! إن قــلــتُ: رِفْــقًــا بـقــلــبـي قـالــتْ: وهـــل ذاكَ مِــنِّــي؟! مـا اسـتَـوعَـبَـتْ بَـعـدَ جَهْـدي! لــكُــــلِّ قَــــــولٍ أُثَــــنِّــي يــا صَـــاحِ، إنِّــي فــصِـــيــحٌ والــحَــرْفُ والــــذَّوقُ: فَـــنِّــي فـبَــعـــدَ هـــذا الــتَّـسَــامـي فـي مَــنـطِــقــي.. والــتَّــأنِّــي إن عَـــزَّ فَــهْـــمُ مَــقَــالِــي شَــكَــوتُـهـا لِـ “ابْــنِ جِـنِّــي”!