الولاء و الانتماء معادلة سعودية.
ينبض قلب السعودية بالولاء و الانتماء، حيث تتجسد هذه القيم في عقد اجتماعي يربط الشعب السعودي بحكامه منذ العصور القديمة. البيعة، كمظهر من مظاهر هذا العقد، ليست مجرد تقليد أو حفل رسمي؛ بل هو عقد شرعيو تعبير عن علاقة عميقة و راسخة بين الأمة و القيادة. منذ نشأت المملكة على يد الملك عبدالعزيز، كانت البيعة محوراً أساسياً في تشكيل الهوية الوطنية السعودية. هذه البيعة تمثل وعداً من الشعب للملك و العكس صحيح، حيث يكون الملك ملتزماً بحماية الشعب و تحقيق مصالحه و حقوقه في المقابل يتقيد المواطن بواجباته. في كل عهد نرى هذا الرابط يتجدد في بيعة الشعب حيث تُظهر هذه البيعة الاستمرارية في الولاء و الانتماء، و خصوصية الشعب السعودي تكمن في هذه العلاقة التي تتجاوز الروابط السياسية لتصبح كالعلاقة الأسرية. الولاء للحاكم هنا ليس من باب الخوف أو الاستجابة للسلطة، بل هو جزء من الهوية و من الفخر الوطني. يعكس هذا الانتماء نفسه في كيفية تعامل السعوديين مع بعضهم البعض، حيث يعتبرون أنفسهم جزءاً من عائلة واحدة كبيرة تحمل اسم “السعودية”، هذا الاسم الذي يُعطى للدولة يرمز إلى هذا الانتماء العميق، حيث يصبح كل مواطن سعودي جزءاً من الأسرة المالكة، فالسعودي مواطن ملكي مشاركًا في الفخر و المسؤولية. هذه العلاقة الأسرية تنعكس في كل جوانب الحياة اليومية في السعودية، من المشاركة في الاحتفالات الوطنية، إلى التضامن في الأزمات، و التعاون في بناء الوطن. هذا الولاء لا يقتصر على القيادة الحاكمة، بل يمتد ليشمل الدولة ككل، حيث يتجلى في الاحترام للقوانين، الالتزام بالقيم الوطنية، و التصدي للتحديات بروح جماعية. في ظل التغييرات الجذرية التي تعيشها السعودية تحت رؤية 2030، يظل الولاء و الانتماء هما القوتان اللتان تدعمان هذا التحول و السعوديون يفهمون أن هذه الرؤية ليست فقط مشروعاً قيادياً بل هي مشروع لكل سعودي، حيث يشاركون في تحقيقها بكل ما لديهم من طاقات وإرادة ، و هذا الانتماء يعطي القوة للمجتمع السعودي ليتغلب على التحديات و يبني مستقبلاً مشرقاً. الولاء والانتماء ليستا مجرد كلمات في السعودية؛ هما أساس الهوية الوطنية، و هما ما يجعل من السعودية دولة واحدة رغم التنوع الداخلي و هما اللذان يضمنان استمرارية البيعة عبر الأجيال و يجعلان من كل سعودي جزءاً من قصة عظيمة تبدأ من أسرة واحدة و تتوسع لتشمل أمة بأكملها.