قال أنه لن يكتب للسينما في مجال الرعب والإثارة..

محمد عابس: عرضت على إدارة معرض الرياض للكتاب أن أعيد (الإيوان الثقافي)ولم أجد رداً حتى الآن.

سطّر أناشيده بين قابي قوس ( الجمر ومفارش الروح ) وتضوّع عطر إبداعه في ( ثلاثية اللذة والموت ) ويا لعذوبة ذاكرته الشعرية والخيالية في ( أكثر من ذاكرة ) ، فأنجب دواوين ثلاثة أثرت المكتبة الشعرية العربية .  لامست  الإذاعة طموحات توثبه ، فاكتسب جماهيرية كاسحة ، واتقد نجمه بين الناس فأحبوه  إذ كان ذلك   الصوت المباشر الرخيم الدافيء الذي  يستقبل آرائهم  واحتياجاتهم دون وسطاء ، وكان له في الإذاعة حضور ارتجالي أثناء الأحاديث  أضافت له مهارة جديدة التحقت بركب مهاراته .  لم يحبس نفسه في قمقم الإذاعة ، بل انطلق مارد إبداعه ليكون :  سيناريست، ومستشاراً ثقافياً، ومديراً للإعلام الثقافي والتوثيق والترجمة  وقارئاً  للنشرات، ومديراً للإعداد المساعد بإذاعة الرياض ، ومستشاراً في الإعلام الداخلي ، وعضواً في لجنة النصوص بوزارة الإعلام،  ولجنة الهيئة العامة للسياحة والآثار . أسفر عمله الصحافي عن  ( فاكهة المرأة وخبز الرجل ) حيث الكتاب نخبة من  مقالاته  المنشورة في الصحف والمجلات . حول هذه التجربة المتنوعه كان هذا الحوار - بداية أين تجد نفسك بين الشاعر والإعلامي والسيناريست؟ بدون تردد أنا شاعر وموهبتي الأولى والأهم الشعر منذ المرحلة الابتدائية، الشعر عالم لا محدود لا يرتضي منك إلا كليّتك، تتملكه ويتملكك، تشاكسه ويشاكسك، عزف منفرد وخيال بلا حدود، لا تملك إلا  أن تلتزم بشروطه لتكون شاعرًا… والإعلام كان عملاً وظيفيًا في الصحافة والإذاعة والتلفزيون وكانت مناسبة لي فتركت التعليم للإعلام لقربه من الهم الثقافي الشامل. أما كتابة السيناريو فكانت عملًا حراً كتبت (أوبريتات) وبرامج اذاعية وتلفزيونية وأفلام وثائقية ودراما. - واكبت فنون السرد والسينما والتشكيل ضمن التحول الاجتماعي والثقافي الذي نعيشه، هل عبر الشعر عن هذا التحول في مفرداته ومعانيه وأغراضه؟ الشعر كان ومازال شديد الصلة بالفنون من مسرح وسرد وتشكيل وسينما ودراما، لذلك هناك عدد ليس بالقليل من الشعراء الذين تعاطوا العمل الفني باختلاف أنواعه وأبدعوا فيه، وليس الأمر جديدًا لمواكبة التحولات الجديدة. الشعرية حالة داعمة لمختلف الفنون وتجدها حاضرة في نصوص مختلفة عند الشعراء. الشاعر السعودي منذ البدايات وعلاقته بالمرأة وثيقة -   المرأة التي كانت مغيبة في المرحلة السابقة وتمكينها مع الرؤية الوطنية، هل ستتغير مفاهميم الشعر السعودي في تناولها داخل النصوص الشعرية؟  الشعر والشاعر السعودي منذ البدايات وعلاقته بالمرأة وثيقة بأساليب مختلفة فهي الملهمة وأنوثة القصيدة وعذوبة المفردات وصوت الصورة وصولو الموسيقى وروح اللوحة ، وأظن التغيّر سيكون حاضرًا بشكل أبرز في السينما والتلفزيون والمسرح والرواية والقصة والسيرة. عنوان مراوغ (ثلاثية اللذة والموت) عنوان مراوغ للوهلة الأولى يضع المتلقي بين  ثنائيتين الموت  والحياة ويبحث عن الزاوية الثالثة ليكتشف أنه نفس المتلقي، أين يقف محمد الشاعر بين هاتين الثنائيتين، ولماذا كانت اللذة هي الحياة والألم هو الموت في اللعب على جماليات المتضادات البديعية؟ لا أحب أن أفسر النصوص والعناوين، وأترك الأمر للقارئ والناقد والدارس لمعرفة الضلع الثالث في العنوان وربطه بالقصائد في الديوان من ناحية وبمفردتي العنوان اللذة والموت. وملاحظة التداخل والتعالق بينها برؤية شعرية وفلسفية عميقة. -بين دفتي كتابك (فاكهة المرأة وخبز الرجل) قضايا متنوعة سردتها في مقالات مختلفة ماهي المسافة بين الرجل والمرأة والفاكهة والخبز التي وظفتها في عنوان كتابك  بدلالاتها  الرمزية؟ أظنها علاقة حياة وتكامل وتعاون وتواصل بلا حدود، ثنائية البذل والعطاء، علاقة حب وتوازن ومشاركة دائمة، علاقة تنافس نحو الأفضل ، نحو الإضافة والتميز والعطاء حسب إمكانيات كل طرف ومدى شغفه بالحياة والجمال والإبداع. مغرم بالتجارب الجديدة شعريًا وعملياً. -ماهي أسباب توقف محمد عابس بعد ديوان (الجمر ومفارش الروح)؟ ليس توقفًا عن الشعر، ولكنه توقف عن الطباعة لأسباب منها الإحساس في ذلك الوقت بعدم جدوى الطباعة طالما يتم النشر في ملاحق الصحف والمجلات المختلفة والمنتديات بشكل مستمر، ومنها الانشغال بالعمل الإعلامي والثقافي وخوض تجارب عملية مثرية ومثيرة، لأنني مغرم بالتجارب الجديدة شعريًا وعمليا. عموما كانت مرحلة ومرّت.. المذيع الذي لا يحترم لغته العربية لن يحترمه الناس  - لديك تجربة ثرية في الإذاعة ما هو الموقف الملتصق بذاكرتك من هذه التجربة؟ سنوات الإذاعة منحتني تجارب عظيمة في التواصل مع مختلف فئات المجتمع وزيارة معظم مدن المملكة وعدد من دول العالم، في الإذاعة توليت إعداد وتقديم البرامج الثقافية والفنية والمنوعة المباشرة وغير المباشرة، والتجربة بكليتها كانت مثمرة ومؤثرة مازالت تفاصيلها المتنوعة عالقة في ذاكرتي، وما زالت برامجي في الذاكرة، وعشاق الإذاعة يعرفونها جيدا. -يبدو أننا طوينا جيل المذيعين العاشقين للغة العربية ونحن إزاء مذيعين لا يجيدون اللغة نحوا وصرفا، في رأيك إلى ماذا تعزو هذا التدهور وما العلاج؟ مع الأسف لم يعد هناك برامج لاختيار المذيعين بدقة، لم يعد هناك تصنيف للمذيعين من الجنسين كما كان في السابق. أتمنى التوفيق للمذيعين الشباب فلسنا ضدهم، ولكن يجب عليهم تطوير لغتهم وثقافتهم حتى يمكن أن يكونوا مقنعين، المذيع الذي لا يحترم لغته العربية لن يحترمه الناس ولن يكون له بصمة في تاريخ الإعلام المرئي والمسموع. -كيف تنظر لانتشار البودكاست وهل هو منافس أم داعم للإذاعة؟ لا أظنه منافسًا ولكنه إضافة جديدة وحديثة وبعضها حقق نجاحًا وبعضها فشل، وأتمنى أن يتم التدقيق في منح التراخيص حتى يمكن لهذا الشكل الاعلامي أن يخدم المتابعين بتقديم مواد متميزة ومحترمة ومفيدة. الفن التشكيلي - افتتحت معرض(قصت ظفايرها) وأراقب متابعتك وحضورك للمعارض التشكيلية ،هل لديك موهبة فنية في التشكيل أو محاولات نقدية فيه؟ -وهل يلوح في الأفق مشروع مشترك مع فنان أو فنانة لتجسيد قصائدك  في لوحات فنية؟ منذ بداياتي في العمل الصحفي وأنا مهتم بالفن التشكيلي عبر حضور وتغطية العديد من المعارض التشكيلية الفردية والجماعية عبر الاذاعة والصحافة وتقديم قراءات فنية لبعضها، ومن خلال العمل الثقافي لسنوات، ولي علاقات واسعة مع جملة من الفنانين في مختلف مناطق المملكة، وأحرص على حضور المعارض الفردية والجماعية حسب المستطاع.  معرض الرياض للكتاب كنت مسؤولا للجنة الإعلامية لمعرض الرياض الدولي للكتاب ومساعدا لمدير المعرض وكان (الإيوان الثقافي)الذي أشرفت عليه مكانا يجتمع فيه المثقفون من الوطن وخارجه  كثير من الأدباء تساءلوا عن أسباب غيابه وهل هناك أمل بعودته؟ الحمد لله اجتهدنا وعملنا بكل تفانٍ وتركيز في لجان المعرض لخدمة هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة على مدى عدة سنوات إلى أن انفصلت الثقافة عن الاعلام، ونتمنى أن يواصل المعرض حضوره الكبير عربيًا تحت مظلة هيئة الأدب والنشر والترجمة، ومتى طلب منا أي شيء لخدمة المعرض فلن نتردد في ذلك. أما الإيوان فبدأ منذ كان المعرض تحت إشراف التعليم العالي واستمر تحت مظلة الثقافة والإعلام بنجاح كبير وتم نقل التجربة لمعرض جده للكتاب ولمهرجان الجنادرية أيضا، وقد عرضت على الجهة المشرفة على المعرض بعد انتقاله لوزارة الثقافة أن أعيد تنفيذه ولم أجد رداً حتى الآن. الانتخابات الأولى وجدت اعتراضات من الأدباء -في فترة  تسلمك إدارة  الأندية الأدبية حاولت أن تنعش الانتخابات بأوكسجين العودة لمجالس إداراتها في دورتها الثانية إلا أنه لم يعاد انتخاب إلا مجلس  أدبي الرياض حدثنا عن كواليس الفترة ولماذا توقفت الانتخابات ؟ طبعًا عملية الانتخابات الأولى وجدت اعتراضات من عدد من الأدباء والمثقفين داخل وخارج الاندية الأدبية بسبب لائحة الاندية، وبعد أن بدأنا في انتخابات الدورة الثانية ونزولاً عند طلبات المثقفين وجه معالي الوزير بإيقاف الانتخابات وتشكيل لجنة لدراسة لائحة الاندية الأدبية وتعديلها وتم ذلك وسلمت لمكتب معالي الوزير، وبعدها صدر الأمر الملكي بفصل الثقافة عن الاعلام وانتهت الامور إلى ماهي عليه الآن. احب الأعمال الروائية والوثائقية. جائزة القلم الذهبي - إلى أي مدى برأيك ستسهم جائزة (القلم الذهبي) في تطوير السيناريو وروايات السينما السعودية ؟ الجوائز لها دور كبير في الدعم والتشجيع وتوسيع دائرة العمل والاهتمام. وهي مبادرة رائعة من معالي المستشار تركي آل الشيخ، ويمكن أن تسهم الجائزة بشكل كبير في دعم الكتابة والانتاج السينمائي والتلفزيوني، ولكن الأهم استيعاب المؤلفين لمفاهيم الكتابة الدرامية التلفزيونية والسينمائية وجمالياتها المختلفة ومراعاة الأدوات الفنية والقيم العامة للفن والمجتمع.  الأغنية الونية غنى لي الفنان محمد عبده والفنان عبدالله رشاد اعمالا وطنية -  الأغنية الوطنية لك معها تجربة، حدثنا باختصار عن مشوارك الفني؟ تعاونت مع الفنان محمد شفيق كملحن رحمه الله ومع خالد العليان، وغنى لي الفنان محمد عبده والفنان عبدالله رشاد اعمالا وطنية في عهد الملك فهد وعهد الملك عبدالله وبعض الاعمال تناولت الإرهاب أيضًا . ولكن مع الأسف الملحنون للشعر الفصيح قلة، ولذلك لم تظهر لي أعمال أخرى، وأتمنى خوض التجربة من جديد. - أخيراً  أصدر الكاتب حمد الرشيدي كتابا عنك بعنوان (محمد عابس قراءات وشهادات). هل قدم الكتاب تجربة عابس للمشهد؟ وكيف تلقيته؟ الكتاب كان موزعًا على بابين رئيسين: الأول القراءات النقدية لدواويني لعدد من النقاد والدارسين التي نشرت في الصحف والمجلات المختلفة، والباب الآخر شهادات من عدد من النقاد والمثقفين والأدباء والإعلاميين والزملاء الذين عملت معهم فـي الصحافة والإذاعة والثقافة. وهو عمل جميل ومفيد عن تجاربي الشعرية والعملية يشكر عليه الاستاذ حمد.