ما أسرَّتْ به الغيمةُ

1- المساءُ المساءُ كمائنُ حُزْني فكنْ قَمرِي كي أصيدَ به ما تَوارَى بأحراشِ هذي القصيدةْ فأنتَ الوحيدُ الذي لا يُماطلُه الشِعرُ أنتَ الوحيدُ الذي روَّضَ الوحْشَ فيه فلانَتْ لأقْفاصِه كُلَّ تلكَ الحُروفِ العَنيدةْ وأنتَ المَجازُ الذي كانَ يَحْملُنِي دونَ بَوصلَةٍ أو شِراعٍ لِيأخُذَنِي كلَّ ما عنَّ لي سفرٌ نَورسُ العِشقِ نحوَ المعَانِي البَعِيدَةْ 2- رفيق الصباحات ومالكَ لم تُبقِ شَيئاً من اللحنِ حين اسْتعرتَ من العطرِ نايهْ بأيِّ القواميسِ أسْرجتَ شمعتكَ (الصبحَ) بين الفوانيسِ آيـه وأيِّ الفضاءاتِ يا سـارقَ الــرُوحِ لـوَّنتَ سِــرَّ الحِـــكايـــة وأيِّ المجَازاتِ أبحـرْتَ فـيها فُصــولاً هناكَ وراءَ الـرِواية وأيِّ سَماءٍ عَـرجْتَ فأسْـرفتَ في لُعْـبةِ المُشْتَهى والغِـوايــَة تـَعَـثَّـرَ في أوَّلِ السطْرِ نورسُها الغـضُّ حـتى أضاعَ البِـدَاية فـَرِفْـقًا بها يا رفـيقَ الصباحَاتِ هـل (لسرابِـكَ) يـومًا نِهايـة 3- لا شيء لا شيءَ يَعْنِيني ولكنِّي قَرأتُ بعينِها مطرًا فكنتُ له السَحابةْ لا شيءَ يُطْربُني ولكنِّي لمحتُ بهمْسِها بَرقًا فَرحتُ أشُدُّ لنايهِ وترَ الربَابَة هي كالقصيدةِ لا تُكَرَّرُ حينما تُرْخِي جدائِلَها وتَصهلُ بالمَجازِ فَدقَّ بَابَهْ 4- يا حادي الركب يا حاديَ الرَكْبِ لا تسألْ هنَا نزَلُوا بينَ الضُلوعِ التي مِنْ جَمْرِها اغْتَسلُوا هُمْ وَدَّعُوكَ فهلْ فَاضَتْ قَرائحُهمْ بغيـرِ ما فاضَ مـنْ صحرائِهمْ جَملُ همْ ودَّعوكَ وما فاضتْ قرائحهُم واسْـتَوْدَعُـوكَ يَمامًا أصْلُـه الحَجـلُ فإِنْ تُطارِحُكَ الصحراءُ فِـتـنـتَها فـما سـواكَ بـهـذا الحَـيِّ يا رجـــلُ 5- لكل الذي لكُلِّ الذي لا يقالْ وكلِّ الذي لم يزلْ غائِمًا في يَقِيني فأَطْرقُ أبْوابَهُ بالسُؤالْ وأسْرفُ حينَ يُحَاصِرُنِي نَردُه بالخِياراتِ أسرفُ في لُعْبةِ الاحْتِمالْ لتلكَ الكُؤوسِ التي بينَ عيْنَيكِ أنْخابُها كمْ أدَارتْ رُؤوسَ الرِجالْ وكمْ فاضَ غيمُ نُبُوءاتِها في مَجازِ القَصيدَةِ حتى غَرقْنا بِبحْر المُحَالْ لكُلِّ الذي لمْ يزلْ عَالقًا في حِبالِ القَصيدةِ منذُ امرئِ القيس حتى مَزاميرِ درويش لا شيءَ يَعدُلُ ميلَ الكَلامِ سِواكِ صباحُ الجَمالْ 6- يا لثغة الروح أسرى بكِ الحَرفُ حُوذِيًّا فما بـرَقا إلاَّ بــِواديــكِ يامـــنْ زِدْتِــــه ألَـقَـا يا لثْـغـةَ الـرُوحِ يا عَــرَّافـةً نَثَرتْ ما بين كَـفَّــيْهِ مِنْ أَشْـواطِهَا الحَبَقَا طافتْ على فَمِه شَمسا وما بَرحتْ تـَصُبُّ فـي دمِه التِرْحالَ والطُرُقَـا ما اضَّاحَكَ الغَــيْـمُ إلاَّ مـِنْ فَـسائِلهِ وما ارْتَخَى الصبحُ إلَّا زادَه شبـَقـا وما تــَنــهــَّد مــن فَانـوسِـــه قـمـرٌ إلا اسْـتَعـارتْه أقـمـارُ الـمـدَى عبقَا أغرى الحمائـمَ فاسْتعصتْ رسائلُه على المسـافـاتِ وامـتـدَّتْ بـه أُفـُقَا * شاعر سعودي