«سدرة» للفنون نموذجا..

القطاعات غير الربحية في الثقافة السعودية الجديدة.

في مساءات الدرعية الثقافية حيث عبق التاريخ السعودي في عاصمته الأولى التي تعيش مشروع تطوير حضاري وثقافي متنوع تحقيقا لأهداف و مشاريع رؤية المملكة ٢٠٣٠ التي تهدفى إلى تنوع في اقتصادها غير النفطي والاستثمار في صناعة الثقافة بكافة اشكالها وصورها وخلق مؤسسات ثقافية ربحية وغير ربحية في المملكة حيث تبدو شركة سدرة للخدمات الثقافية ومن مقرها في الدرعية إحدى النماذج الفاعلة في صناعة الثقافة بأشكال جديدة وجاذبة بعيدًا عن النخبوية الثقافية حيث تحاول أن تكون بوابة للثقافة الجديدة في الوطن لأجيال لها ثقافتها المتنوعة والمختلفة عن الثقافة التقليدية المعتادة . في هذا اللقاء نلقي الضوء على هذا المركز الثقافي مع مؤسسته الأستاذة ضياء يوسف الفنانة والكاتبة والمخرجة السينمائية وهي المعنية منذ سنوات بالأدب بأشكاله المتعددة التي تقول ان شركة سدرة متخصصة في صناعة المحتوى وتنظيم البرامج الثقافية والفنية ومنذ انطلاقها في عام ٢٠١٥. «سدرة» متخصصة في خدمات الإنتاج وصناعة المحتوى والخدمات الاستشارية وتنظيم البرامج والفعاليات الثقافية وكحاضنة للمبادرات الثقافية عبر برنامج عذوق ومن أهم برامجها: غرفة الكتابة للكتابة الإبداعية للسينما والتلفزيون وتطوير البحوث والتدريب في مجال الكتابة، ومنصة كينونة لإثراء المحتوى العربي الثقافي في الإعلام الجديد، وبرنامج عذوق المخصص لتمكين المجتمع الإبداعي عبر مجموعة من الخدمات اللوجستية والاستشارية، وستوديو السينما لتنظيم واستضافة مجموعة من الفعاليات السينمائية المستقلة. وتضيف الاستاذة ضياء يوسف أنه تم إنشاء مسرح بلاك بوكس متعدد الأغراض في مقر ستوديو سدرة في حي جاكس الثقافي يحتوي على كافة التجهيزات لإقامة الفعاليات السينمائية والمسرحية والفنية وهو الأول من نوعه على مستوى المملكة وتقوم فلسفته على الانقطاع عن الخارج وهو أسود في أسود من حيث الإضاءة والألوان، كما يضم مقر سدرة معرضاً فنياً معاصراً ومساحة مفتوحة للفعاليات الثقافية الحوارية المتنوعة. وتضيف ضياء يوسف في سدرة نحب الطريقة التي نسخر بها الوسائط المختلفة لننتج أعمالاً فنية ملهمة وندعم أسلوب الحياة الفريد المكثف بالإبداع ونقيم فعاليات مجتمعية، لقاءات نوعية، ونتيح لرواد سدرة قضاء ساعات سعيدة في محاولة لربط ثقافتنا الإبداعية بالمجتمع. يقع مقر سدرة في حي جاكس الفني في قلب الدرعية النابض بالفن والثقافة، ويطل على تراثها العامر بالمجد والجمال. تحولت شركة سدرة للثقافة والفنون من القطاع الربحي إلى القطاع غير الربحي، في خطوة جريئة ومؤثرة تعكس روح المسؤولية الاجتماعية والرغبة في تحسين الحالة الثقافية والاجتماعية للمجتمع. تأسست سدرة على أساس الاهتمام بالفن والثقافة وتعزيز قيم الإبداع والتعّلم، ولكن بدلاً من تحقيق الأرباح، قررت توجيه جهودها نحو الخدمة العامة وتقديم المزيد من الفائدة للجمهور. تأتي هذه الخطوة المحورية في ظل تزايد الاهتمام بدعم الفن والثقافة في المجتمع، وتعزيز الوعي الثقافي بين الناس. وتجسد سدرة الآن رؤية تحتضن التعليم والإثراء الثقافي بأعلى جودة ممكنة، وتعمل على توفير الفرص للناس من مختلف الأعمار والمستويات. يمكن القول إن سدرة الآن تعمل مع المجتمع الثقافي والفني بشكل أكثر تطوعية وتعاوناً لتلبية احتياجات المجتمع مما يتيح الفرصة لتحقيق أثر أكبر والمساهمة في دعم الحياة الثقافية للجميع. ومن خلال هذا التحول، تمكنت من الحفاظ على مجموعة قيم جوهرية تضم الإبداع والتعلم والتنوع والتعاون، مما يجعلها أكثر قدرة على تحقيق هدفها لتكوين مجتمع ثقافي فريد أكثر قدرة على التأثير. وشعار «سدرة» كما تقول الأستاذة ضياء هو «اتصال الفنون لأثراء العالم» وهي فلسفة تقوم على الاستفادة من تعدد الفنون لجعل كل منها رافدا للآخر وأن الابداع هو مصدر واحد وبذلك نثري الفنون بتنوع المعنى. وتؤكد الأستاذة ضياء يوسف أن هذه المؤسسة غير الربحية تعمل في برامجها على مفهوم الاستدامة وتضيف أن «سدرة» أتت تلبية لتوجه وزارة الثقافة التي قدمت لنا دعما كبيرا تشجيعا لمثل هذا التوجه غير الربحي في صناعة الثقافة الوطنية، خاصة أننا نؤمن أن الثقافة بأشكالها المتعددة هي جسر البلد للخارج وهذا ما نعمل عليه مع العديد من الجهات الثقافية الرسمية والمدنية. «سدرة» كما تؤمن ضياء يوسف تعمل على مد جسور الثقافة خاصة للشباب في فضاء الكتروني ملئ بالألهاء وجذبهم للمناشط الثقافية بأشكال تتوافق مع التغيرات في وسائل التواصل الاجتماعية نريد أن نكون ضمن هذا الفضاء الكتروني والفني والسينمائي ، فبرامجنا تعمل على شرائح متعددة ومنهم المبتدئين الذين نقنعهم بالثقافة وبرامج للهواة مثل برنامج «عذوق» وهو مخصص للمبادرات الثقافية بمختلف اشكالها في الكتابة والموسيقي والثقافة ودعم المواهب مثل برنامج غرفة الكتابة وهي للكتابة الإبداعية للتلفزيون مثلا وتأليف الكتب وللسينما وإعادة الكتابة السينمائية وللمحتوى ، وهناك برنامج استديو السينما وتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني وثلاث مهرجانات سينمائية دولية وتم عرض أول فلم سينمائي رسمي سعودي تم تقديمه لنا من المخرج القدير الأستاذ عبدالله المحيسن وعملنا لقاء معه . وتنظم «سدرة» مهرجانات من ضمنها مهرجان «ربيع سدرة» وهو ينطلق من فكرة أتصال الفنون لأثراء العالم وجعل الثقافة سهلة وممكن تذوقها جماليا وتعمل على إقامة مقهى أدبي مع شركاء متعددين. مثل هذه المؤسسات الثقافية الغير ربحية تعتبر من الأدوات الفاعلة في صناعة الثقافة بأشكالها الجديدة في المجتمع وتتماشى مع مخرجات رؤية المملكة 2030، والثقافة وصناعتها ليست مربحة وجاذبة للاستثمار من قبل القطاع الخاص، فهي في المقام الأول من مسؤوليات الدول لترعاها وتعمل على تأسيسها خاصة في مرحلة البناء الأولية كما في كل دول العالم وشركات ومؤسسات الثقافة الغير ربحية تحتاج الدعم الرسمي بكل اشكاله لتكون فاعلة اقتصاديا وثقافيا كما شركة «سدرة» للفنون ومثيلاتها في المملكة.