أهداني الصديق د. نايف المهيلب كتابه الجديد” الشاعر أبو زويد بين الفروسية والفراسة” الذي تناول فيه حياة الشاعر خلف بن دخيل بن رخيص السنجاري الشمري بين الفروسية والفراسة ورسم صورة شاعرية متألقة عن الشاعر والمكان والزمان الذي نشأ فيه. الكتاب، صدر حديثاً عام 1446هـ في 152 صفحة من القطع المتوسط، اشتمل على تعريف عميق عن الزمان والمكان الذي احتضن الشاعر المعروف خلف أبو زويد ابن رخيص. تحدث المؤلف عن نشأته ونسبه، متتبعاً مسارات ترحاله وقصائده التي خلدت ذكراه. وفي إشارة حية تعكس تمازج الكاتب مع موضوعه، يذكر الدكتور المهيلب أنه أمضى يوماً كاملاً في قرية حفر الرخيص موطن الشاعر ابو زويد ، حيث شرب من مائها، وارتشف القهوة مع رجالها، واحتضن تاريخها بعين الباحث المتأمل وقلب المحب المفتون. هناك، تماهى مع المكان الذي حمل بين تضاريسه ذاكرة الشاعر وروح قصائده، ليقدم لنا كتاباً يضج بأصداء الماضي وعبق الشعر. خلف ابو زويد رحمه الله هو شاعر الحكمة الذي تنبض قصائده بنبض الفكر العميق والبيان الرصين. فقد جعل من الحكمة نبراسا لقصائده، حيث تنساب أبياته كشلالات من المعرفة والتأمل. كما جاءت قصائد المدح التي تفيض بروح الإكبار والتبجيل، بعضها مشفوعا بسرد مناسباتها التي أكسبتها روحا تاريخية وعاطفية. أما في الفخر، فقد ارتفعت أبياته شامخة تعكس شموخ الذات . وفي الوصف أيضا ، لوحات شعرية نابضة بالحياة، حيث استقى الشاعر من بيئته ملامح صوره الشعرية، متجذرا في مقولة ابن خلدون: “الإنسان ابن بيئته”. ولم تخل قصائد الوصف من نفحات الغزل، التي تسللت في رقة إلى روحه، فصاغ منها عبارات ندية تفيض بالحب، وتعبق بعبير العاطفة. هكذا تكتمل ملامح شاعر الذي امتزجت فيه الحكمة بالجمال، والمدح بالفخر، والغزل بالوصف، ليترك لنا إرثا أدبيا لا يُمحى. كيف لا وهو الشاعر الذي حفظ ابياته الكثير لأنها تحمل حكمة وفراسة وبعد نظر . يقول خلف ابو زويد في وصيته لابنه دخيل: المرجلة بالك ترخي حباله حذرا تعيل ولا ترخي لمن عال وان كان ماتدعى على كل قاله تراك من حسبة هدوم به ازوال وان كان دلوك ماتموحه شماله ترى الرجال يطوحونه على الجال ورفيقك الداني ليا شفت حاله احمل عليه من المعاليق ما شال ياعل رجل شوفته قد حاله عسى تدور زوجته فيه الابدال الحمرة تدرك معوشة عياله والا الرجل يبغى منه بعض الاحول خله مع الديان تمشي لحاله ياصار ما انت للمسة الخشم حمال تر ربع يوم مقعدك بالشكاله يسوى حلال عايشين به انذال. إن هذا الكتاب يحمل بين طياته كنوزا أدبية حيث أُعيد صياغة تراثه الشعري العريق بعناية وتدقيق كما ذكر المؤلف المهيلب أنه تم بالتعاون الوثيق مع أحفاده وأقربائه الذين حفظوا إرثه وشعره ، ليكون شاهداً أزلياً على عبقرية هذا الشاعر وإبداعه. كاتب وروائي *