«مسك» تحتفي برواد الفن التشكيلي السعودي..

في معرض «من حولهم» الذي يستمر حتى مارس 2024.

على مدى خمسة أشهر كاملة يستمر معرض «من حولهم» في استقبال زواره، ومحبي الفن التشكيلي، ليروا عن كثب مدى تطور هذا الفن، في ظل رؤية 2030 التي منحته فرصاً جديدة للتألق، وبداية جديدة للانطلاق إلى مساحات أكثر رحابة وجمالية. في السادس عشر من أكتوبر الجاري، أعلن “معهد مسك للفنون” التابع لمؤسسة محمد بن سلمان “مسك”، عن افتتاح المعرض بعنوان: “من حولهم”، بمشاركة عشرين فنانًا من روّاد الفن التشكيلي السعودي، في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون بالرياض، ويستمر المعرض حتى السابع من مارس 2024م، ويحتوي مجموعة من الأعمال التي تُعرض لأول مرة؛ لتكون فرصة للجمهور ليتفاعل معها. وقال المسؤولون بمعهد مسك للفنون إنهم عملوا على المحتوى الخاص بهذا المعرض لأكثر من سنة ونصف السنة، واهتموا بجمع وتحليل والتحقق من كل المعلومات الموجودة والمرافقة للوحات الفنية المعروضة، من خلال تعاون مثمر مع عدد من الجهات، وأيضاً من الأفراد ومن مقتني الأعمال الفنية؛ حتى تمكنوا من الحصول على هذه الأعمال، والأرشيف الذي كان موجوداً ضمن معارض سابقة في الفترة الزمنية التي يركز عليها المعرض، وهي تنحصر ما بين بداية الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، بوصفها نوعاً من التوثيق لتاريخ الفن السعودي. ويسهم ذلك في توثيق أولى خطوات تشكيل المشهد الفني في المملكة، ودوره في المساهمة في غرس ثقافة الوعي والتشجيع على عملية التوثيق في قطاع الفنون والثقافة، فيما يُصاحب المعرض مجموعة من الدورات التدريبية، والجلسات الحوارية التي يُشارك في إثرائها مجموعة من روّاد الفن التشكيلي. كما يسلّط المعرض الضوء على اللحظات الفارقة في تاريخ الفن التشكيلي السعودي، من خلال أعمال الفنانين المشاركين، وفي مقدمتهم: عبد الحليم رضوي، عبد الرحمن السليمان، د. فؤاد مغربل، علي الرزيزاء، عبدالله حمّاس، عبد الحميد البقشي، طه الصبان، محمد السليم، يوسف جاها، عبد الجبار اليحيى، عبد العزيز الحمّاد، سعد المسعري، عبد الستار الموسى، منيرة موصلي، عبدالله الشلتي، صفية بن زقر، أحمد فلمبان، عبدالله الشيخ، د. محمد الرصيص، محمد المنيف. وتشكل أعمال هؤلاء الرواد دورًا محوريًا لبروز هوية الفنون البصرية محليًا خلال الفترة من 1959م وحتى 1989م، حيث استمدّ الفنانون إلهامهم من بيئتهم التي نشأوا فيها، ما شكّل رؤية إبداعية للمناظرة الطبيعية والمناطق الحضرية والعمارة التقليدية للكثير من المظاهر في المملكة. واستقطب المعرض عدداً من الحضور، بما يعكس ازياد الوعي بأهمية الفن والرغبة بزيارة المعارض الفنية؛ كونه يشكل فرصة أو منصة لالتقاء الفنانين والمبدعين مع الجمهور، فيما يُعد الفن أحد طرق توثيق تاريخ الدول، وبناء الإرث المستقبلي للفن السعودي. حضور لافت لأعمال المبدعين الراحلين وامتدح كثير من الفنانين المشاركين النهج الذي تسلكه مؤسسة محمد بن سلمان “مسك”، ممثلة في معهد مسك للفنون بدعم الفن التشكيلي والاهتمام به، ومنهم د.مها ابنة الفنان الراحل الدكتور عبدالحليم رضوي، التي رأت أن المعرض جمع أقوى وأهم أعمال والدها، إلى جانب 55 عمل فني لـ20 من أهم رواد الفن التشكيلي في المملكة، مشيرة إلى أن المعرض يُعد من أهم وأقوى المعارض الفنية التي اقيمت في المملكة، كونه يعرض أعمالاً تظهر وتخلد بدايات تاريخ الفن السعودي، مما يجعله بمثابة متحف فنى متميز في كل شي، ويشمل ذلك اختيار اللوحات وتنسيقها، وكذلك قصاصات الصحف والكتب النادرة للفنانين الرواد. ومها هي ابنة الفنان عبد الحليم رضوي الذي يُعد أحد مؤسسي الفن التشكيلي في المملكة، وحاصل على شهادات عليا من جامعات روما ومدريد، ويُوصف بأنه رائد الفن التشكيلي في السعودية، ويعتبر من أوائل من حملوا ريشة الفن في منطقة الخليج العربي.