خليجي 26 ..لماذا الإخفاق ؟

ثمة إخفاقات من الصعوبة بمكانٍ أن تمر مرور الكرام ، وألا نوجد من خلالها الحلول الناجعة لمكامن الخلل لتلافي تكرار الصورة الذهنية للإخفاق ، وماحدث من مستوى هزيل وخروج مدوٍ للمنتخب السعودي في خليجي 26  المقامة في دولة الكويت مثال أكبر ، لم يكن الخروج من نصف النهائي أمراً بعيداً من ذاكرة المشجع الوطني الحصيف أو الناقد الحقيقي الفطين وهم يرون المستويات المتذبذبة للمنتخب السعودي منذ انطلاق تصفيات كأس العالم 2026 والتي مازالت منافساتها تدور وسط تنافس محتدم لانتزاع البطاقات المؤهلة للكرنفال العالمي في “ أمريكا ، المكسيك ، كندا “  ، ليستمر التذبذب في استهلال مشوار المنتخب السعودي في كأس الخليج حيث البداية المهزوزة وفوز بشق الأنفس على منتخب اليمن في الرمق الأخير ، وفرحة بطولية لفوز يتيم ،  لنختتم المشوار بالخسارة القاسية من منتخب عمان رغم فارق الإمكانيات والتاريخ والظروف والمعطيات  لصالح السعودية ومنها النقص العددي ، ليظهر المنتخب ضعيف فنياً، فاقد الهوية، والضعف الدفاعي ، وهشاشة النجوم على أرض الميدان ؛ لتعطي انهزامية البداية و العنوان العريض للمنتخب، وكأنّ المجموعة  التقت بين عشية وضحاها . المرحلة صعبة ومحبطة مع منتخبنا، مرحلة تفتقر إلى العمل الجاد والتخطيط الحقيقي المبني على استراتيجيات واضحة ، أزمة منظومة كاملة تحتاج إلى إعادة نظر وإصلاح شامل والنتيجة أداء مُخيب لا يعكس طموحاتنا والرؤية المستقبلية للقيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية التي أولت القطاع الرياضي الاهتمام الكير حتى أضحى يشار له بالبنان بعد الفوز باستضافة كأس العالم 2034 ومافتئت المملكة قبلة الرياضة العالمية في جميع المنافسات . هذا الخروج الخليجي يطرح التساؤلات ،  هل الأسباب سوء المستوى أم هبوط حاد في شغف ولياقة اللاعبين أم التعالي والغرور  أم إرهاق وتشبّع اللاعبين؟ أم تلميع إعلام الهواة للاعبيّ أنديتهم على حساب حقيقة المستويات وتاريخ البطولات والاقتتات على التراشق و الاستهلاك الإعلامي بأن البطولة الخليجية ودية وأن التأهل لكأس العالم مضمون حتى عن طريق الملحق الفاصل  ، بيد أن  المدرب الفرنسي هيرفي رينارد لبس بمعزل عن المسؤولية الكبرى فهل فقد تركيزه وغياب الخطط والمنهجية وهو الذي بلغ أعلى رقم في إحصائيات الهزائم للمدربين في تاريخ المنتخب السعودي ب 14 هزيمة منذ توليه تدريب المنتخب في الفترتين 2019 - 2023 ثم عودته الأخيرة للقيادة الفنية ، فضلا عن استقبال المرمى السعودي 8 أهداف في دورة الخليج الأخيرة كأعلى نسبة بين المنتخبات لتدل على غياب المنظومة الدفاعية وعدم إيجاد الحلول الناجعة منذ التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم والذي تنتظرنا فيه 4 مباريات حاسمة ومصيرية أمام منتخبات منافسة “ الصين ، اليابان ، البحرين ، أستراليا “ للتأهل العالمي . فمنذُ إشراقة شمس الكرة السعودية من أرض سنغافورة والفوز بكأس أمم آسيا 1984 ، والمنتخب السعودي يتبوأ المنصات ويقدم نفسه بطريقة أفضل من اهتزاز الصورة في الوقت الحالي والتي طالت مدتها ، هل يراقب المدرب الفرنسي هيرفي ريناد والطاقم الفني جميع مباريات الدوري  ، لماذا لايتم ضم اللاعبين البارزين في الدرجات المختلفة وعدم احتكار الخانة لاسم اللاعب وتاريخه ، فالمنتخب السعودي سطر أولى الملاحم الكروية في كأس آسيا   في عام 1984  بلاعبين من الدرجات الأولى آنذاك مثل شايع النفيسة ( الكوكب ) ، ناصر المنصور ( النهضة ) ، سمير عبدالشكور ( أحد ) ، عبدالله الدعيع (الطائي ) ، نؤمن بأنّ المملكة العربية  السعودية في ازدهار ونمو كبيرين على كافة الأصعدة والمجالات  ، ونثق أن الرياضة السعودية ستعود بعد إيجاد الحلول التي تصب في مستقبل الكرة السعودية والبحث عن الذات ، لأن تاريخ البطولات وجغرافيا آسيا ؛ تشهد بأن المنتخب السعودي عبر أجياله كينونة الإنجازات والمنصات . *ماجستير في اللغة والإعلام