استشارات شرعية نظامية
س- ما منزلة السنة النبوية ؟ ج- قال الله تعالى ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ سورة البقرة:129، والحكمة هنا سنة محمد -عليه الصلاة والسلام- كما قاله الحسن وقتادة وغيرهما من أئمة السلف -رحمهم الله-. وفي البخاري (5063) عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قول نبينا -عليه الصلاة والسلام- (فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي). وأجمع المسلمون على حجية صحيح السنة النبوية قال الإمام الشافعي -رحمه الله- (أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ: على أَنَّ من اسْتَبَانَتْ له سُنَّةُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لم يَكُنْ له أَنْ يَدَعَهَا لِقَوْلِ أَحَدٍ من الناس). نقلًا من إعلام الموقعين 1 / 7. قال الشوكاني -رحمه الله- في إرشاد الفحول ص 69 (حجية السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية). وفي بلادنا -حرسها الله- نصت المواد (1 ، 6 ، 7 ،459، 48) من النظام الأساسي للحكم على أن السنة النبوية إحدى دستوري الدولة، ومما يبايع عليها الملك، ومما يستمد منها الحكم، ومما يربى عليها أفراد المجتمع والأسرة، وهي إحدى مصدري الإفتاء في البلاد، ومما تطبقها المحاكم على القضايا المعروضة أمامها، وقد أنشئ في سنة 1439هـ مجمع الملك سلمان لطباعة الحديث الشريف في المدينة المنورة لبيان عظم مكانته؛ لإنه المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، ولتقديمه إلى العالم أجمع بصورته الصحيحة بدون غلو أو تطرف، وسوف يقوم المجمع بجمع الاحاديث الشريفة المتواترة والثابتة وتحقيقها وتوثيقها في كتاب واحد ونشره بعدة لغات فجزى الله مولاي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي عهده الأمين -رعاهما الله- على عنايتهما بالسنة النبوية -آمين-.