معرض (ترنيم ) جمع نخبة من الفنانين الخليجين..

تناغم ألوان التراث الخليجي مع أصوات الفن الحديث لرسم ملامح الهوية الفنية.

حينما تتعانق الألوان بفرشاة خليجية على لوحات إبداعية تنطق حروفها جمالاً لسيرة الفن التشكيلي في دول الخليج العربي . تجسد هذا الجمال في معرض (ترنيم ) بجاليري تجريد في مدينة الرياض ,بمشاركة مجموعة من الفنانين الخليجين وهم فهد خليف مهدية آل طالب حسين دقاس محمد مجرشي من )السعودية) نورة العبدالهادي (الكويت)، زكية زادا )البحرين) حصة كلا ) قطر) معرض (ترنيم ) –كما وصفه – القائمون عليه معرض فني “ أقيم في فضاءٍ يجمع بين عبق الماضي وألق الحاضر، يفتح معرض “ترنيم” أبوابه ليكون شاهداً على لقاء فني فريد من نوعه، حيث تتناغم أنغام التراث الخليجي مع أصوات الفن الحديث. هذا الحدث الفني الاستثنائي يجمع نخبة من الفنانين التشكيليين من دول الخليج العربي، الذين تتباين أساليبهم وتتقاطع رؤاهم في رسم ملامح جديدة لهوية المنطقة، مستوحاة من إرثها العريق ورؤيتها المتجددة”. “ترنيم” ليس مجرد معرض جماعي، بل هو مساحة إبداعية تحتفي بتمازج الأصالة والحداثة، مقدمةً أعمالاً تعكس تداخل الثقافات، واختلاف الحكايات، ووحدة الهوية. في كل لوحة ومنحوتة، يروي الفنانون المشاركون قصصاً نابضة بالحياة، تترجم الحنين للماضي والشغف بالمستقبل في آنٍ واحد”. “إنه دعوة مفتوحة للتأمل في أبعاد جديدة للفن التشكيلي الخليجي، ورحلة بصرية تسافر بالزائر بين الخطوط والألوان والرموز التي تحمل روح الخليج المتجدد” استطلعت مجلة (اليمامة) آراء بعض الفنانين المشاركين في المعرض بداية تحدث الفنان التشكيلي /  حسين دقاس من (السعودية) وقال “معرض (ترنيم) جمع بين فنانين من مجلس التعاون بأساليب مختلفة قدمت فيه مجموعة من المنجزات البصرية المميزة  ، بالنسبة لي كانت أعمالي بأسلوب تجريدي انطباعي وتمثل الطبيعة من بيئة المملكة العربية السعودية الزاخرة برمالها الذهبية وصخورها الداكنة وضباب شفيف وحصون وقلاع عتيقة ووديان جارية” . وعن المعرض ذكرت الفنانة التشكيلية (الكويتية) نورا الهادي          “حيث يلتقي التراث بالإبداع المعاصر يفتح معرض ترنيم أبوابه ليكون شاهداً على لقاء فني فريد من نوعه حيث تتناغم أنغام التراث الخليجي مع أصوات الفن الحديث الخليجي ليجمع نخبه من فنانيه التشكيلين ليمثل دعوة مفتوحة في أبعاد الفن التشكيلي بروح خليجيه متجدده” وشارك الفنان التشكيلي السعودي فهد خليف برأيه مضيفاً “أنا أقف عالياً بتصوراتي وأتساءل مراراً ما هو ذلك السر الخفي الذي أحاط بهالة نورانية وجمالية تضئ بمجموعتنا (ترنيم) إلى القفز من عالم المحسوس الملموس إلى العالم المجرد المتماهي، ومن عالم المرئي الذي نسكنه ونراه إلى عالم المخفي الذي لا نراه بل نحس به ونستشعره .. فنحنُ لا نرى الحب ولا نرى الحزن ولا نرى الإيثار ولا نرى الصبر  … نتفاعل بفننا كمجموعة متفاعلة مترابطة في قلق وجودي يجعل من أحلامنا وأفكارنا وتصوراتنا وخيالاتنا مشاريع فنية قادمة ومعاصرة نعمد لتجنيسها على منجزنا البصري …”ويضيف” قد تحاصرنا تلك الأحلام والأفكار والتصورات والتي قد يحددها ويحاصرها ذلك الضاغط المكاني والجغرافي ليعيدنا للغوص في ذواتنا ومرجعيتنا الثقافية لنفتش عن مفاتن الجمال في أدق التفاصيل وفي كل زاوية وكل ركن وكل مفردة لتّكون صوراً افتراضية تسكن أروحنا وترتقي بمخيلتنا لتنتظر لحظة انفعال صادقة نجسدها على سطح منجزنا البصري من خلال الشكل واللون والذي هو لغتنا الصادقة التي نخاطب بها العالم أجمع” .. ويتابع خليف “ أعتقد أن الواقع حولنا غريب وجامد وعديم المعنى إذا لم نعيد صياغته بفن وإبداع متجدد يتوافق مع تنامي خبراتنا وتجاربنا ولا ينفصل عن مرجعيتنا الثقافية والمهارية” .. وأشار إلى أن “ترنيم مجموعة ذات ايقاع جمالي ومعرفي منسجم تعمد لتصدير خطابها من خلال الشكل واللوان لتؤسس لما هو أبعد من الواقع والمتخيل والتسامي بالشعور إلى أن تستشعر أن العين تسمع والأذن ترى ..  –وكما يقال - أن الجمال يكمن في التفاصيل ولكن دهشة الجمال تكمن في النهايات” .