أشادت بمهرجان «بين ثقافتين»..
د. شذى سالم: السعودية والعراق امتداد طويل من الحضارة والثقافة والفن.
اختتمت في العاصمة الرياض فعاليات مهرجان “بين ثقافتين”، الذي نظمته وزارة الثقافة واحتفت فيه بالثقافة العراقية العريقة، وتميز المهرجان بالثراء والتنوع الثقافي، واستعرض جوانب الالتقاء بين الثقافتين السعودية والعراقية، وتم خلاله تكريم رموز في الفن والثقافة العراقية، في لفتة عكست التقدير للفن العراقي الأصيل، والاهتمام بالإرث الإبداعي العراقي. أما “شارع المتنبي” أحد الرموز الثقافية البارزة للعاصمة العراقية بغداد، فقد تم تجسيده في مهرجان “بين ثقافتين” بمحاكاة مميزة، ليحظى بإعجاب الزوار الذين أشاروا إلى أن المهرجان نقل الأجواء الثقافية الثرية لشارع المتنبي من بغداد إلى الرياض.. مجلة “اليمامة” التقت بالفنانة العراقية القديرة د. شذى سالم في هذا الحوار حول المهرجان.. حدثينا د. شذى سالم من رؤيتك عن هذا العمق الثقافي الذي يربط البلدين الشقيقين والثقافتين السعودية والعراقية أولاً شكراً للمملكة العربية السعودية، التي دائما تحتفي بالمنجز العراقي، وتحتفى بالمثقف والفنان العراقي والإنسان العراقي، خاصة في هذه الفترة، حيث روابط الصداقة وروابط الأخوة والروابط الثقافية والفنية والتاريخية على مد العصور، تتفاعل الآن بشكل كبير في هذه السنوات ، وهذا شيء مفرح وجميل ورائع لكلا البلدين ولكلا الثقافتين، لأنهما عبارة عن امتداد وتاريخ طويل من الجمال والحضارة والرقي والثقافة والفن، حيث عمق الروابط بين الثقافتين السعودية والعراقية متواصل وقديم على مر الأزمان، منذ حضارة بلاد الرافدين، التي حظيت باهتمام كبير على مر العصور، وأيضاً الحضارات الكبيرة التي نشأت وكانت موجودة في المملكة العربية السعودية، فدائماً الحضارات المتقدمة تتلاقى لكي ترتقي بالإنسان، وهذا التلاقي على مر العصور أثمر بثمار رائعة وطيبة جداً، مثل التي نشاهدها اليوم في سنوات العلاقة الرائعة والحميمة ما بين البلدين، وما بين الشعب العراقي والشعب السعودي، وجميل ما نشاهده من مبادرات رائعة، لكي يصل للناس مدى أهمية هذه الحضارات والثقافات، وما وصل إليه الإنسان العراقي وما وصل إليه الإنسان السعودي. شارع المتنبي من بغداد إلى الرياض كان “شارع المتنبي” حاضراً في الرياض عبر تجسيده في مهرجان “بين ثقافتين” بمحاكاة مميزة، ماذا يمثل لكم هذا الشارع من أهمية كفنانة وأكاديمية ومثقفة عراقية؟ طبعا لكل بلد هناك شاهد ثقافي مهم، وشارع المتنبي من الشوارع المهمة، ليس فقط في العراق وإنما على مستوى الوطن العربي، بل وحتى العالم، فكل شخص يأتي إلى بغداد لا بد أن يزور شارع المتنبي العريق بثقافته الأصيلة، فهو الملتقى الدائم لجميع المثقفين والشعراء والفنانين. وجميل جداً أن يتم الاحتفاء بهذا الرمز الثقافي العراقي في المملكة العربية السعودية، عبر تجسيده المتقن وبشكل رائع وجميل في مهرجان “بين ثقافتين” كما شاهدته، وهذا يدل على اهتمام الشعب السعودي بالمنجز العراقي والثقافة العراقية عموماً، وخاصة بشارع المتنبي الذي يمثل الجسر والرافد الكبير بين هاتين الثقافتين، حيث مثل وجوده في المهرجان أهمية كبيرة، وأثار إعجاب واهتمام كبير من الجمهور العراقي، وأيضا الجمهور السعودي وخاصة الأجيال الشابة التي لم تحظى بفرصة أن تزور شارع المتنبي. علاقة عميقة تربط الجمهور السعودي بالفن العراقي الجمهور السعودي ربما يعتبر من أشد المعجبين بالثقافة الموسيقية العراقية، ويحتفي بها دوماً، ماذا تقولين عن هذه العلاقة المميزة التي تربط الجمهور السعودي بالموسيقى العراقية.. هذه العلاقة الوطيدة ما بين الموسيقى العراقية والجمهور السعودي المتذوق للفن ليست وليدة اليوم، بل هي ممتدة ومتراكمة عبر الأزمان، والفن الموسيقى العراقي له تأثير كبير ومستمعين كثر، وأنا شاهدت خلال زياراتي للمملكة أن أكثر الناس يتداولون الأغاني العراقية بشكل كبير، وهذا يدل على عمق العلاقة التاريخية وأواصر الصداقة والأخوة والجوار ما بين البلدين والشعبين، فالشعب السعودي محب جداً للأغاني العراقية والموسيقى العراقية، لأنه متذوق من الدرجة الأولى، والموسيقى العراقية تمتاز بأصالتها وتراثها، ودائماً الجمهور السعودي يردد الأغاني العراقية، سواء القديمة أو الجديدة، وأكبر دليل على هذا الحب والاهتمام الكبير هو تكريم المهرجان لسفير الأغنية العراقية الفنان الكبير سعدون جابر والراحل الكبير الشاعر الغنائي كريم العراقي، هذا يدل على اهتمام الثقافة السعودية بالمنجز العراقي الموسيقى، وعلى المستوى الشخصي أشعر بسعادة كبيرة عند ما ألتقي بالجمهور السعودي في زياراتي للمملكة، وألمس إعجابهم الكبير عندما يسمعون لهجتي العراقية المحببة لهم، فالأغنية العراقية أوصلت اللهجة العراقية للجمهور السعودي بشكل جميل. الأعمال البدوية والتاريخية تجمع الشعوب العربية كان لك مشاركات درامية مميزة في أعمال تاريخية وبدوية تجسد قصصاً من تاريخ الجزيرة العربية، ما هو دور الدراما التاريخية في التقارب الثقافي بين الشعوب؟ طبعا الأعمال الدرامية كان لها تأثير كبير في جمع الشعوب العربية، وخصوصاً الأعمال البدوية التي لها جمهور كبير، لما تجسده من عادات وتقاليد مشتركة للمجتمع العربي، عبر قصصها وحكاياتها، وملابسها التقليدية التي تجسد تراثنا العربي الأصيل. وقد أديت عدة أعمال تاريخية وبدوية مشتركة بين فنانين من كل الوطن العربي، أذكر منها مسلسل الرحيل المر، وهو إنتاج سعودي وشاركني فيه البطولة الفنان الكبير محمد المنصور، وهو من المسلسلات التي حظيت بإعجاب كبير لدى الجمهور السعودي، وكان يعرض بشكل متواصل على شاشات التلفزيون. بالإضافة إلى مشاركات كثيرة في جانب الأعمال التاريخية، وأذكر منها فيلم القادسية، من إخراج الراحل صلاح أبو سيف، وشاركت البطولة مع الفنان الراحلة سعاد حسني، والفنان الكبير الراحل عزت العلايلي، وأسماء كبيرة من كل الوطن العربي. ويعد علامة مميزة في تاريخ الفن العربي، وأشعر أن التاريخ وخاص التاريخ العربي جامع لكل البلدان، وأيضا اللغة العربية تجمع بيننا، فاللغة العربية من أجمل اللغات بالعالم، فأنا أشعر بسلاسة كبيرة عندما أتحدث أو أمثل باللغة العربية الفصحى، لأنها هي اللغة الأم التي تجمعنا ونجتمع حولها كشعوب عربية، بالإضافة إلى أنها لغة تمتلك الحس الموسيقى، وتعطي إحساس كبير للممثل والفنان. ماذا تقولين في ختام اللقاء.. شكراً لكم، وشكراً لهذه الاستضافة وإن شاء الله نلتقي بكم في بغداد، لنحتفي بالثقافة السعودية مع الثقافة العراقية، وأود أن أعبر عن إعجابي الكبير بالرياض المتألقة دائماً، والتي نهضت نهضة كبيرة ورائعة يشار لها بالبنان على كل الأصعدة، شكراً لكم، ونلتقي دوماً على خير، وتجمعنا ثقافاتنا الرائعة الجميلة العربية ذات الأصالة والتاريخ العميق.