معرض الكتاب الأقل نجاحاً.
خيبة أمل صاحبت العارضين في معرض جدة للكتاب 2024 والذي انتهى قبل عدة أيام، عدد الزوار كان قليلا جدا، عشرات الدور لا يوجد أمامها أحد. كذلك الدور الكبيرة التي تحتل مساحة واسعة؛ لم أرَ الأعداد المزدحمة حولها كما رأيتها في السابق، حتى متاجر بيع الشاي والقهوة؛ اختفى الطابور الطويل الذي كنا نشاهده أمامها.. زرت المعرض في يومين متباعدين، في المرة الثانية كنت أخشى الاقتراب والوقوف أمام أي دار، الإلحاح الذي يقوم به العارض مُنفّر. الطريقة التي تستخدمها بعض الدور في أن يقوم العارض بتقديم قصة مصاحبة حول الرواية بصوت عال ومؤثرات صوتيه أمام عدد من العملاء؛ رأيتها ليست مجدية، بل رأيت عدم تركيز ومحاولة التهرب منها. حتى أنا تهربت، ولكني عدت ووقعت واشتريت كتابين مجاملة لبائعة لطيفة، لا بأس؛ القاعدة تقول: ليس هناك خسارة من وراء شراء الكتب. أثناء جولتي في المعرض علمت أن المشغل تغيّر وقلّص من أسعار الأجنحة، ولكن ما أسباب الإحجام يا ترى: فكرت في التوقيت كـ سبب في ضعف الزوار؛ فلو بدأ المعرض قبل وقته بخمسة أيام لتزامن مع الإجازة المطولة التي استقبلت فيها جدة آلاف الزوّار. وتساءلت ماذا عن الخطة الإعلامية والتسويقية هل كانت محكمة! لاحظت ضعفا إعلاميا، وجود الخبرات الإعلامية مهم وخاصة البارزين، الإعلاميون الذين تعوّدت الناس على رؤيتهم عبر الشاشة أو القراءة لهم.. أعتقد وجودهم محبذ لدى أغلب الشرائح.. أيضا الأسماء المتحدثة في الفعاليات والورش، غالبيتها غير معروفة، والمعروفة غير مشجعة للحضور!، كان بالإمكان الاستعانة بذوي القيمة المعرفية، سواء من روّاد الأعمال ورجاله، وكليات الطب والهندسة، والكليات العلمية مليئة بالعلماء الذين يضيفون الكثير للمجتمع. نقطة مهمة، لم ألحظ للجمعيات الحديثة حضورا، وأحدها جمعية الأدب المهنية التي قدمت برنامجا مصاحبا ومتميزا من خلال شهادة خبراءها.. لا أعلم كيف تم إهماله بالكامل! وتساءلت؛ لماذا تطلب هيئة الأدب من الجمعية برنامج في حال لن تأخذ به! معرض الكتاب يفترض أن تقدم فيه برامج نوعية ذات قيمة، أما نقل بعض من التسطيح إليه لمسايرة العامة فقد يضر بسمعته.. ولا ننسى، الكم الهائل من العناوين، وكتب “الفضفضة” التي تضر ولا تنفع! أيضا عدد من الدور لم تستجب وبقيت أسعارها مرتفعة.. وكي أكون منصفا لابد أن أشير إلى الجوانب الإيجابية، حضور طلاب المدارس بشكل منظم، وعي الأمهات اللاتي يحضرن أطفالهن، استقطاب عدد كبير من أبناء وبنات الوطن كمرشدين أو منظمين ومحاولة إكسابهم الخبرة والقدرة عل التعامل مع الحشود، كذلك العامل التقني المتطور من الإيجابيات التي تسجل لهذه الفعالية. *قاص وصحافي وسفير جمعية الأدب بجدة.