انعتاق

كنت أضُوي شعل النهار..   خشيت أن تحطب الصحراء عيني..  لم أكن أعلم أن المسافة كلها أضحت حديث البارحة..     وأن الألم تسرب منذ عهد إلي عيني وقلبي..  فلم أعد ذاك المطمئن على   صفحة من كتاب..  فمنذ أن علت الرمال حتى   تساوت الأزمان في ذهني.. وطار من تسميات المعاجم حكمها فغاب تطويق المعاني بالتراث  وبقيت وحدي أنازل  الأبد..  *** مرة وفي سطوة الحياة بقاعة أحادية اللون خالية من كل ما يسمى نظر.. صنعت خلاصة لونية متقدمة زهور بيضاء على غلاف أسود وحولها شطوب   كتب على رأس الغلاف رأيت باب المعري لم أعلم حينها أني دخلت. بعد1080 يوما محت الحياة كلما فكرت به. خسرت كل لياقتي.  غارت جروح الحرب وظهرت نتوء للرواية والتحليق حول النار وتذكر الموتى. ونسيت تمام ما كان يفعل همنجواي لكي ينجو من الموت يكتب واقفا لكي يلغي بكل هدوء غضب الحياة  يكتب البطيء بسرعة لكي يختبر قدميه على بحر  كم بعيداً أنت أيها الشيخ..    *** في العام الذي أصغيت فيه لنفسي أدركت ان الكتابة برق وأن الصوت يأتي مع الوقت فرسمت إنعتاقي:  أن تستحم الجريمة في ليلك ثانية أن تجنحَ مرات بعين صقر أن تدرك المجهول! أن تحوك لك فتاتك عمداً غموض الليلة القادمة   أن تمشي مرة ملاك بين السموات أن تغض الطرف! أن تخذل النسيان! أن تأتي بالحكاية من أول السطر! أن تتمهل بالبسملة! أن تحكي لأخيك الصغير عن جرم بعيد يسكن معطف الجد   أن تبكي كمومياء! أن ترى تقاطع اللون في بزة الشاعر! أن تضحك بالحنين! أن تتهادى مع الأرض أن تصير الكرة أن ترتفع وتذوي أن تعلو كما برق أن تمضي كحصان بلا لوحة   أن ترى نفسك   أخيراً.. حراً في شارع التجميل..  *** عدت بعد ضوء جم يشع من أفواه الشوارع والسيارة حضوراً لافتاً يطل على المدينة..  حينها فهمت مضامين العبارة القديمة التي زينت بها مكتبي.. (البُعد الذي تعرفه أنت مسافة) غدت لي ذكرى