كرسي الأدب السعودي..

منجزات عقد من الزمن.

اقام كرسي الأدب السعودي بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية – الآداب سابقاً- بجامعة الملك سعود بالرياض ندوة بعنوان (توثيق التاريخ الشفهي الثقافي السعودي) صباح يوم الاثنين 8/6/1446هـ الموافق 9/12/2024م، وقد دعاني الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن الفريح المشرف على كرسي الأدب السعودي، للمشاركة إلى جانب الأساتذة الدكتور عبداللطيف الحميد، ونايف كريري، وقد سعدت بلقاء أساتذة فضلاء وعلى رأسهم الدكتور إبراهيم الشمسان أبو أوس، ومعالي الدكتور فهاد الحمد، والدكتور سعد البازعي وعمداء ورؤساء بعض الكليات والأقسام، واستعرض الدكتور الحميد دور دارة الملك عبدالعزيز في التسجيل مع كبار السن وممن لهم دور في حياة الملك المؤسس وعن مشاركته في المؤتمر الدولي للتاريخ الشفوي بالولايات المتحدة عام 1997م. وتحدثت عن تجربتي بمكتبة الملك فهد الوطنية عند التحاقي بها عام 1415هـ/1995م والتسجيل مع كبار السن لمختلف الفئات من رجال التعليم ومسؤلين وتجار وقضاة وعسكريين وصحفيين وغيرهم وقد بلغ عدد من سجل معهم أكثر من أربعمائة شخص. وادار اللقاء باقتدار الأستاذ نايف كريري القادم من جازان والذي سبق أن القى محاضرة بجمعية الفلسفة عن تجربتي مع التاريخ الشفوي قبل أشهر. سعدنا بمداخلات مفيدة من الأساتذة، سعد البازعي، وفهاد الحمد، وصالح معيص الغامدي، وعلي السعيد من وزارة الثقافة وعن دوره شخصياً مع التسجيل عندما كان بمركز صالح بن صالح بعنيزة، ومداخلة أحد أصحاب المواقع الالكترونية والمهتم بتسجيل مقابلات مصورة ومسجلة مع كبار السن وعرضها وهو الأستاذ عثمان العضيبي والذي بدأ التسجيلات من وقت مبكر بمناسبة ذكرى المئوية، وغيرهم وبعد نهاية الندوة اتجه أغلب الحضور وخصوصاً القادمين من خارج الجامعة إلى مقر كرسي الأدب السعودي وأن كنت أفضل إضافة العربي إلى اسمه فليس هناك أدب إقليمي أو مناطقي فالأدب واحد هو الأدب العربي في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية أو من يتحدث العربية. اعود لكرسي الأدب والذي فوجئت وغيري بما حققه الكرسي خلال العشر سنوات 1433-1444هـ 2013-2022م. وقد ادار العمل الأستاذ الدكتور صالح معيض الغامدي خلال هذه المدة بكل اقتدار إذ اصدر خلال العشر سنوات أكثر من مئة كتاب وردت في دليل إصدارات الكرسي والذي صدره المشرف الجديد د. إبراهيم الفريح على الكرسي والذي استعرض بداياته قائلاً: «.. يأتي انشاء هذا الكرسي تحقيقاً لدور ريادي ثقافي يضطلع به كرسي الأدب السعودي بوصفه مركزاً وطنياً علمياً بحثياً يسعى إلى خدمة أدبنا ونشره محلياً وعربياً، وإثراء مكانته العلمية، وبناء جسور التواصل بين كرسي الأدب السعودي والمؤسسات الأكاديمية والثقافية على المستويات كافة». ومن أهداف الكرسي نشر الكتب العلمية المحكمة، ويشجع العلماء والباحثين السعوديين وغيرهم على الإسهام في أبحاثه ودراساته. وقد أصدر الكرسي من خلال ثماني سلسلات هذا العدد الكبير من الكتب وهي : 1- سلسلة الرسائل الجامعية. 2- سلسلة أبحاث الندوات والمؤتمرات. 3- سلسلة المنتخب من دراسات الأدب السعودي. 4- سلسلة أبحاث طلاب الدراسات العليا. 5- سلسلة الترجمات. 6- سلسلة الأدباء السعوديون: شهادات وتجارب. 7- سلسلة إصدارات رائدة. 8- سلسلة ببليوجرافيا الأدب السعودي.. وقد وضح أهداف الكرسي « 1- تعزيز الانتماء الوطني من خلال دراسات الأدب السعودي. 2- ربط الأدب العربي السعودي بالهوية العربية الإسلامية للأمة. 3-تهيئة البيئة العلمية والبحثية المناسبة للباحثين في الأدب السعودي. 4- رصد جميع الدراسات والأبحاث التي تعنى بالأدب السعودي محليا وإقليمياً وعالمياً. 5- إثراء المكانة العلمية والبحثية للأدب السعودي، وتشجيع العلماء والباحثين السعوديين وغيرهم على الإسهام في ابحاثه ودراساته. 6- بناء جسور التواصل بين كرسي الأدب السعودي والمؤسسات الأكاديمية والثقافية داخلياً وخارجياً. 7- الإسهام في خدمة المجتمع بعقد اللقاءات والمحاضرات وحلقات النقاش والندوات والمؤتمرات المتخصصة وتقديم استشارات ولقاءات علمية في مجال الأدب السعودي. هذا وقد تولى الاستاذين صالح الغامدي المشرف السابق وإبراهيم الفريح المشرف اللاحق شرح وتوضيح مراحل انشاء وتطور الكرسي، وقد اتيحت فرصة اقتناء ما يرغبه الجميع من مطبوعاته. وقد وعد المشرف الجديد على الكرسي الدكتور الفريح أن يكون هذا اللقاء بمثابة البداية لمناسبات ثقافية قادمة. كما أبدى رغبته وأيده الغير بالاهتمام بالتاريخ الشفهي، وأن يستضيف الرواد من الأدباء وكبار السن ليتحدثوا عن تجاربهم وذكرياتهم والمحطات المهمة في حياتهم ولتسجل هذه اللقاءات صور وصورة (بالفيديو) لتبقى مراجع مهمة للباحثين. ورغب البعض أن يهتم المسؤليين بالكرسي ومكانته ودوره بتطوير أدواته وتزويده بوسائل جديدة تحفظ وتبرز ما يقدمه من نشاط يحفظهما من الضياع أو التلف. ولا ننسى دور المشرف السابق على الكرسي الأستاذ الدكتور صالح معيش الغامدي والذين عملوا معه من أعضاء هيئة التدريس الدكتور حسين المناصرة والدكتور أبو المعاطي الرمادي الذين أشرفوا على اصدار الكتب طوال العشر سنوات الماضية، وأعدوا هذا الدليل. وبإلقاء نظرة سريعة على الصفحات الأخيرة من الدليل نجده يستعرض بإيجاز كتاب الأدب السعودي والذي اعده مجموعة من المؤلفين نشره الكرسي عام 2021م بـ360 صفحة وملخصه: «لأهمية دراسة الأدب السعودي، ولدوره المهم في إبراز الهوية الوطنية، المطلوب إبرازها في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى، لمساندة تطلعات القيادة الرشيدة ورؤيتها المستقبلية رؤية (2030م) رأى كرسي الأدب السعودي إعداد هذا الكتاب ليكون مرجعاً لطلاب كليات اللغة العربية واقسامها بالمملكة، ومادة ذات نظرة شمولية ينتفع بها الشغوفون بالأدب السعودي. الكتاب مقسم إلى ثمانية أقسام شارك في تقديمها عشرة باحثين من المختصين في الأدب السعودي، شعره ونثره القسم الأول (الشعر السعودي). والقسم الثاني (الرواية السعودية)، والقسم الثالث (القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً). والقسم الرابع (المسرح السعودي)، والقسم الخامس (السيرة الذاتية، والمقال، والخاطرة، والمقامة)، والقسم السادس (أدب الرحلة السعودي)، والقسم السابع (الرسائل في الأدب السعودي) والقسم الثامن والأخير (الأدب الرقمي السعودي). ولعلي في ختام هذه الاطلالة المتأخرة أن أشكر كرسي الأدب السعودي ومشرفه الجديد الدكتور إبراهيم الفريح على دعوته ومتابعته وحرصه على أن يظهر اللقاء بالشكل المطلوب وأشكر من قدم من خارج الجامعة الدكتور فهاد معتاد الحمد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السابق والدكتور سعد البازعي والأساتذة حمد الملك وعلي السعيد وعثمان العضيبي ولا يفوتني الشكر للصديق الغالي الأستاذ الدكتور حسن حجاب الحازمي عضو مجلس الشورى حالياً ووكيل جامعة جازان سابقاً على حضوره وتعليقه. وغيرهم. وأخيراً أكرر شكري للدكتور الفريح وآمل وغيري أن نرى نشاط كرسي الأدب السعودي مواصلاً نشاطه ونتطلع إلى دعوات مماثلة مع رواد الأدب في بلادنا.