أسماكٌ في بحر الرمال.

في سياق سعي “المملكة العربية السعودية” لتعزيز الأمن الغذائي وتطوير القطاعات الاقتصادية الواعدة، وتعزيز بُنْيَة التنمية المستدامة، واحتفاءً بمنجزٍ جديد يدعم الأمن الغذائي، دَشَّنَ “صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل” يوم السبت الماضي 28 ديسمبر 2024م وبحضور “معالي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي” و “سعادة الدكتور طريف بن يوسف الأعمى” مدير “جامعة الملك عبدالعزيز” في جدة ،وكوكبة كريمة من أصحاب المعالي والفضيلة والوجهاء، وعدد من المتخصصين والمهتمين في مجال الثروة السمكية، مشروع “مركز التميز لإنتاج السلمون” في “مركز القاعد” في “منطقة حائل” الذي شيدته “وزارة البيئة والمياه والزراعة” ممثلة في “البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية” وأشرف على كافة أعمال المشروع الاستشارية، وعلى جميع مراحل التنفيذ “مركز المبدعون للدراسات والاستشارات والتدريب” الذي هو أحد الأذرع الاقتصادية الطويلة “لجامعة الملك عبدالعزيز” في جدة، وبالتعاون مع نخبة من بيوت الخبرة المحلية والدولية. وقد جاء هذا المشروع الرائد كأحد المبادرات الإبداعية المتميزة ضمن “البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية” حيث قام المشروع كأول مركز لتفريخ وإنتاج أسماك السلمون على مستوى “المملكة العربية السعودية” و “العالم العربي” ليُركز على تحسين هذه السلالة المرغوبة على نطاق واسع في الأسواق المحلية والدولية، وتعزيز الاستدامة في قطاع الاستزراع المائي الداخلي، بما يتماشى مع رؤية “وزارة البيئة والمياه والزراعة” لتحقيق تنمية مستدامة تُعَزِّز مكانة “المملكة” في هذا المجال الحيوي الهام، وهذا المشروع الواعد يعد نقلة نوعية في قطاع الثروة السمكية، حيث يجمع بين أحدث التقنيات العالمية، مع الالتزام بكافة المتطلبات والضوابط البيئية، وترشيد استهلاك المياه وتدويرها، والحرص على تطوير الكوادر الوطنية المتخصصة لدعم قطاع الاستزراع السمكي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ودعم البحوث التطبيقية في هذا القطاع الاستراتيجي الواعد. يعتمد المشروع على أنظمة الاستزراع المائي المغلقة (RAS)التي تتميز بكفاءتها العالية في تدوير المياه وإعادة استخدامها، مما يقلل من استهلاك الموارد المائية ويعزز الاستدامة البيئية. يقع المشروع على مساحة (10.000) متر مربع، ويضم عددًا من الوحدات المتخصصة كمفرخة الأسماك، بطاقة إنتاجية قدرها (5) ملايين من صغار الأسماك سنويًا. وهذا من شأنه أن يُسهم بالوصول للإنتاج المحلي من أسماك “السلمون” إلى (10,000) طن سنويًا، إضافة إلى وحدة إنتاج نموذجية تبلغ طاقتها (100) طن سنويًا، والتزامًا بأصول ومبادئ الاقتصاد الدائري الأخضر فقد كان من أبرز مكونات المشروع وحدة الزراعة الأحيومائية (الأكوابونيك)الحديثة، لتتكامل مع المزرعة السمكية، وذلك لغرض إنتاج المحاصيل الورقية والخضروات، للاستفادة من مياه صرف الأحواض السمكية، مما يحقق استدامة بيئية واقتصادية نظيفة. كما حرصت “الوزارة” على تزويد المشروع بمختبر صحة الأسماك، ومبنىً للإدارة والخدمات اللوجستية، وكافة اعتبارات الامن الحيوي لضمان الجودة والاستدامة. لقد خرج هذا المشروع – الجوهرة - إلى حيز الوجود ليبشر بدور رائد “لمنطقة حائل” في مجال الثروة السمكية، حيث تأسس بإرادة جادة من قِبَل “وزارة البيئة والمياه والزراعة” وبرؤية ثاقبة من طرف “مركز المبدعون للدراسات والاستشارات والتدريب” وبمتابعة مباشرة من لدن “صاحب السمو الملكي أمير منطقة حائل” أعانه الله. مشروع “مركز التميز لإنتاج السلمون” ليس مجرد منشأة تقليدية لإنتاج الأسماك، بل هو نموذج حديث للتنمية المستدامة، وتجربة رائدة في الابتكار الإبداعي، نحو الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية بكفاءة عالية. وهذا المشروع – الرائد – يُبْرِز بكل وضوح وجلاء، التزام “المملكة” بتعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق التنمية المتوازنة في كافة مناطقها الإدارية الثلاث عشرة منطقة، ودعم البحث العلمي في كافة القطاعات الإنتاجية الواعدة. مع توسيع نطاق هذا المشروع وتكرار نماذجه الناجحة والمطورة، ستكون بلادنا الغالية - بعون الله تعالى- رائدةً عالميًا في قطاع الاستزراع السمكي الداخلي، للإسهام في تحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية والاجتماعية – العريضة - التي بشرت بها “رؤية السعودية 2030” الظافرة. في هذا المشروع المبدع خرجت الأسماك من البحار والمحيطات لتغزو الصحراء، فلم تعد الرمال مرابع للإبل فقط، ولن تكون الصياهد ملاعب للخيول - فحسب - بل أصبحت الفيافي مسابح للأسماك، فسبحان مغير الأحوال، من حالٍ إلى أحسن حال. بُوْرِكَت الهمم العالية، التي لا تعرف المستحيل، ووُفِّقت النوايا الحسنة التي تحمل كل طيب وجميل، وعَمُرَت هذه الأرض المباركة آمنة مطمئنة، تحت قيادة مولانا “خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود” حفظه الله ورعاه، وسمو سيدي “ولي عهده الأمين، رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز” سلمه الله، وسدد على دروب الخير خطاه – إنه سميع مجيب.