نصان.
في مكان ما مكان غير معلوم، وبلا ملامح يبدو كـ أنت ساعة تسير وحدك صوب الفراغ ينبت من عرض الأشياء التي تحيط بك من يسمعك وربما يبلغ بالسمع حد الاصغاء في مكان ما مكان تعرفه ويعرفك، ويكاد محفوظاً لديك كأول نشيد تهجيته في كتاب الأناشيد المدرسي يستوطنك فيه الخوف من غول الذكريات والشعور بأن العالم يقلّم أظافره فوق رأسك في مكان ما مكان تؤثثه لغة الغياب وتعلوه مدخنة الصمت تبدو فيه المبتل الوحيد باليقين وأخبار الفارين من معارك الأسئلة تتأرجح فوق أسواره وأنت لا تهمّ بالسقوط بقدر ما تهمّ أن يتبعثر من رأسك مفتاح طريقك الطويل في مكان ما مكان تبدو فيه ساهٍ لا تتكلم، لكن أعناق أمانيك ممتدة رماد القصة تستفزه الريح القادمة من هناك ويدك لا تفارق زناد “طفاية الحريق” حيث الخوف - كل الخوف - من أن تشتعل النار التي كانت غمزة امرأة سبباً في إضرامها مأساة القهوة الباردة متقلب المزاج هذا المساء ولا أظن أنني بعيد عن ذلك في بقية الأيام لم يعد الأمر مهماً عندي لأنني وبحجة أنني أعرف تشخيص الحالة أدّعي دائماً ثقة أن العلاج آتٍ لا محالة لست طبيباً ولا أثق في الأطباء فجميعهم يكتبون ورقة الدواء الذي يصفونه لمرضاهم بخط واحد وهذا يثير قلقي تجاههم ولست عرافاً لأقرأ بجملة الأوهام ما قد تستقر عليه أياميَ القادمة وبكل تأكيد لست مجنوناً كي أداوي أزمة المزاج هذه بوهم عالق في أحشاء النجوم حتى أصحاب الحقائب الجلدية الذين يحدقون في أسقف غرفهم ينتظرون ما يسمونه طاقة أنا لست صديقاً جيداً لهم ما أعرفه عني؛ هو أنني عاشق للمسافات والرهانات والممرات المليئة بالحكايا والأبواب المتعبة عاشق لعناوين الصحف وأغلفة المجلات الصفراء ورفيق جيد للقلق الذي علمني أن اعتدال المزاج خيانة للوجود واستسلام تام لمأساة القهوة الباردة والشاي الذي يُشرب في كوب من الورق * wamly2016@