الزيتونُ المضيئ
إلى آخرِ ما تبقَّى من أطفالِ غزّة... على عَتباتِها الثَّكلى يَرِفُّ فلا أهلٌ، ولا دارٌ تَحُفُّ تَضيقُ به الرِّحابُ، فحيثُ يمضي يطاردُه الهلاكُ المُستَخِفُّ أليس لهذهِ الدنيا فؤادٌ يَحنُّ ؟أما لهذا الظلمِ وَقْفُ؟ وليسَ سوى الصُّراخِ يقولُ : غادرْ مَكانَكَ؛ فالمنايا لا تَكِفُّ تَهجَّرْ، ربّما تنجو احتمالًا لقدْ فارَ اللّظى، واشتَدَّ حَتْفُ تَكالبت السِّباعُ، ولا عُهودٌ تذودُ حِماكَ، إنْ يخذلْكَ إِلْفُ ! يعوذُ لكَ العدوُّ بألفِ حِلفٍ ورهطُكَ ما لهم في الحقِّ حِلْفُ ! فتَضحكُ وِسْعَ غزّةَ فيكَ صبرًا لعلمِكَ أنَّ ما هَرفوهُ سُخْفُ وقَبْلُ خَبِرتَهم فيما تُرجِّي نواياهمْ، فلا يُثنيكَ عَسْفُ تَجذَّرْ، لا تَهجَّرْ، ثَمَّ فجرٌ يلوِّحُ: دونَ برْدِ الغيثِ عَصْفُ ولا تركنْ، «فوامعتصماهُ» سَردٌ تُردِّدُه مآثرُنا، وعَزْفُ ! فآخِرُ ما يُصعِّدُهُ دِفاعٌ لأجلكَ ضجَّةٌ تصحو، وتغفو ! ويا شِبلَ الشآمِ، وأنتَ أحرى بعِزِّ السّيفِ، حين يغيرُ سيْفُ فمِن أكْنافِها الأبطالُ تنمو تروِّيهمْ جراحٌ لا تجِفُّ وأنتَ الأرضُ زيتونًا مُضيئًا وحسبُك أنَّكَ الشَّرفُ الأعَفُّ فلا أغْفى لدى الجبناءِ جَفنٌ ولا أهْنا لهم ما عِشتَ طَرفُ