يعتبر استضافة المملكة لكأس العالم(2034م) أهم حدث رياضي وطني وعالمي ضخم ليس في المحفل الرياضي فحسب، بل وفي المحفل الأدبي على الصعيد التوثيقي والكتابي الأدبي والفني فكيف سيساهم أدباء الوطن وشعراؤه في تعاطي هذا الحدث الاستثنائي على مستوى العالم من جهة وعلى مستوى الوطن من جهة أخرى استطلعت مجلة (اليمامة) آراء بعض الأدباء حولمرحلة توثيق الحدث أدبيا وفنيا. تسجيل الحدث روائيا وسرديا: يقول الروائي عبد العزيز النغميشي في هذا الصدد: “أعتقد أنه وفي السابق كان هناك عزوف من الأدباء عن المشاركة في إبداء الرأي عن الفعاليات والأحداث الرياضية المحلية، فما بالك بالفعاليات الدولية! هل هو تعالٍ أم عدم قدرة على قراءة المواضيع المرتبطة بالرياضة؟ لا أعلم .. تنظيمنا لكأس العالم (٢٠٣٤م) حدث شامل ومهم شرفنا فيه عنفوان مستقبل الأجيال سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وعلى الأدباء وضع بصمة لهذا الحدث لتوثيقه أولًا ً وللتنوير بتفاصيل وتأثير هذا الحدث للمجتمع والسؤال متى يكون الوقت المناسب لهذا الجهد الأدبي؟ والإجابة أراها بعد الحدث أجدى؛ كون تأثيره سيكون بعد التنظيم وليس قبله، على شكل رواية أو مقال او نقاش في منتديات وعبر شتى مجالات الإعلام بما فيه وسائل التواصل الاجتماعي وأختم بالقول على أدبائنا والكتاب واجب وطني ويجب عليهم أن لا يفوتوا هذا الفرصة خدمةً لوطنهم ومجتمعهم.” الأديب يتابع المباريات ويستمتع بالبطولات: ويلخص ظافر الجبيري(قاص) رؤيته في قوله: “بداية لا بد من القول إن الخبرَ (استضافة كأس العالم 2034م) حدث كبير وسيكون مناسبة عظمى لإلقاء الضوء على السعودية الجديدة الناهضة بثقة وجرأة وتحدٍ وتجاوز وتحقيق لكل الطموحات. أما عن الجانب الثاني، فأرجّح أن الأدباء يرون في الأضواء الكبرى والاهتمام الفائق بالرياضة وأخبارها ومتابعة نجومها قد أحرق الكثير من الأوراق التي تصلح للكتابة. وفي الإطار المحلي، ربما يخشى الكاتب (الأديب) من تصنيف الميول الرياضية، فيحجم عن الخوض في الرياضة إلا فيما ندر، علمًا بأن الكاتب الأديب يتابع المباريات ويستمتع بالبطولات والإبداع الرياضي محليًّا وعالميًّا، وقد لا يخلو هذا الأديب أو ذاك من الميول لأحد الأندية. أما مسألة الكتابة في الرياضة، فربما لا نراها جلية أو قوية لغياب الأنموذج الإنساني الإيجابي للرياضة الذي يبحث عنه الكاتب أو يصعب الحصول عليه لشيوع الميول والتجاذبات المعروفة تجاه الأندية الجماهيرية فيحجم الكاتب درءًا لتهمة الانتماءات الضيقة. وحول السؤال الأخير: أرى أن السنوات العشر القادمة كفيلة بتغييرات كثيرة متوقعة. وسنرى بحول الله جيلًا جديدًا عاشقًا للرياضة أكثر وأكثر، وبإزاء ذلك كله إرادةٌ وطنية تراهن على شباب مخلصين يتصدون للتنظيم والعمل ليعطوا للعالم حدثًا ونسخة استثنائية عظيمة، وسنرى كل ذلك يفرض نفسه على كل من أمسك قلمًا وامتلك وعيًا وسعى لتقديم الأفضل للوطن ولتجربته الكتابية”. مشاعر أديب يعشق المهارات الكروية والأدبية ويعلق القاص محمد علي هادي مدخلي: إن خبر حصول المملكة على شرف تنظيم منافسات المونديال العالمي (2034 م)كأكبر حدث وفعالية في العالم، يعكس مكانة المملكة دوليًا في مجال تنظيم الأحداث الكبرى الرياضية والثقافية وفي جميع المجالات؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية( 2030م) الساعية لدعم الشباب في المجالات الرياضية والتنموية. ويضيف: استقبلت الخبر بنشوة رياضي وفخر مواطن سعودي ومشاعر أديب يعشق المهارات الكروية والأدبية. أمسى العالم يتنفس كرة القدم، هذه ليست مبالغة، فعطفًا عن كونها سعادة الفقراء فقد أصبحت أيضًا منجمًا اقتصاديًا ومعلمًا حضاريًا ورسالة سلام للشعوب، وكون الأديب جزء من نسيج المجتمع كان ولا بد أن يكون للكرة دورها في حياته بشكل يدفعه للكتابة عنها.” وأضاف: “ينبغي على كتاب السرد القصصي بالتحديد الانغماس في تفاصيل الساحرة المستديرة، من خلال تنوع القصص التي يقدموها. ما بين تجاربهم الشخصية مع ممارسة الرياضة أو التشجيع، أو قصصا خيالية صرفة منغمسة في تجارب واقعية وحياتية ترتبط بالكرة. ولكي يحظى القراء بمختلف أنواعهم على تجربة أصيلة وممتعة ومختلفة”. وقالت د. سونيا أحمد مالكي في هذا الصدد: تعتبر استضافة كأس العالم ( 2034م ) خطوة مهمة على طريق التطور الكبير الذي شهدته المملكة في السنوات الأخيرة بفضل مبادرات رؤية المملكة 2030، بعدما استقطبت المملكة عددًا من نجوم الكرة العالمية، والذي أسهم في زيادة التفاعل الجماهيري وتعزيز الشغف باللعبة، ما جعل هذا الاهتمام يتجلى أيضًا في استضافة المملكة للعديد من البطولات والفعاليات الرياضية الكبرى. تعريف العالم بالمملكة ثقافة وفكرًا وتراثًا السعودية قدّمت ملفًا متكاملًا ومبهرًا لاستضافة كأس العالم 2034 تحت شعار “معًا ننمو”، حيث يشمل الملف مشاريع تطويرية ضخمة، مع التركيز على خمس مدن رئيسة هي الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم، وذلك بهدف خلق بيئة استثنائية من خلال توفير خدمات لوجستية مبتكرة وفعاليات ترفيهية تستمر طوال فترة البطولة. استضافة المملكة لكأس العالم 2034 من شأنه وضعها على الخارطة العالمية كدولة تهتم بجودة الحياة والتطور الحضاري والإنساني، وتعزيز وترسيخ مكانتها في الساحة الرياضية على مستوى العالم، وتعريف العالم بالمملكة ثقافة وفكرًا وتراثًا ولاشك أن هذا الحدث سيكون حاضرًا في أعمال الأدباء السعوديون بصفة خاصة والأدب العربي بصفة عامة وقد يمتد أثره للعالم الغربي .