تستعد لإقامة أول معارضها الشخصية.. الفنانة أروى نواوي: هدفي الحفاظ على مدرسة والدي الفنية.
تستعد الفنانة التشكيلية أروى عبدالله نواوي لإقامة أول معرض شخصي لها مع مطلع العام المقبل، حيث بدأت بالتجهيز له منذ وقت مبكر، وتتمنى أن يخرج بصورة مميزة بحيث يرضي عشاق الفن ومتذوقيه. وكانت أروى قد شاركت مؤخرًا في معرض «عام الإبل» في أبها مع مركز تكوين الأكاديمي للفنون، وقدمت فيه بعض أعمالها الفنية المميزة، كما شاركت في تنظيم معرض فني بمناسبة اليوم الوطني الـ 94 للمملكة العربية السعودية بمشاركة 37 فنانًا وفنانة، وذلك في فندق إنتركونتيننتال بجدة. واحتفى المعرض بالذكرى الـ 94 لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له بإذن الله تعالى، جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، وتأكيدًا على الإنجازات الضخمة التي حققتها المملكة في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -يحفظهم الله ويرعاهم، وحضره عدد كبير من الشخصيات العامة ورجال وسيدات الأعمال ومحبي الفنون، وعبر الجميع عن فخرهم واعتزازهم بانتمائهم لهذا الوطن الغالي. وعُرضت في المعرض أعمال فنية تشكيلية لعدد من كبار الفنانين التشكيليين، تجسد جمال المملكة وتراثها العريق، حيث قدمت الفنانة أروى نواوي منظمة المعرض، الشكر للحضور والضيوف على دعمهم وتشجيعهم للفن والفنانين. موهبة موروثة مقترنة بالإبداع والدراسة ورثت الفنانة أروى حب الفن وجينات الإبداع من والدها الفنان التشكيلي الكبير عبدالله نواوي رحمه الله، حيث يعد أحد رواد الفن التشكيلي في المملكة، وكان حاصلًا على البكالوريوس من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم نال الماجستير في التربية الفنية من جامعة كولورادو الأمريكية، كما عمل ممثلًا دائمًا للمملكة العربية السعودية باتحاد الفنانين العرب من عام 1981م إلى عام 1989م، ورئيسًا للجنة الفنون التشكيلية لجمعية الفنون التشكيلية في جدة، ورئيسًا لقسم التربية الفنية بتعليم جدة، ومستشارًا ومنظمًا للمعارض الدولية بوزارة الثقافة والإعلام. ونشأت أروى المولودة في جدة عام 1982م، في بيئة فنية متأثرة بفن والدها الذي شجعها منذ الصغر على صقل موهبتها، فحصلت على عدد من الدورات الفنية منها دورة بورتريه مع الفنانة خديجة عطاس عام 2003، ودورة “ووتر كلر” في بيت التشكيليين عام 2004، ودورة مع الفنان القدير نهار مرزوق عام 2020. وتحمل أروى نواوي درجة البكالوريوس في التربية الفنية من كلية التربية الفنية سابقًا بجامعة الملك عبد العزيز، كما نالت دبلوم إدارة الأعمال من بريطانيا. وكادت الحياة العملية أن تسرقها من الفن الذي تعشقه، حيث عملت في بعض الوظائف، كما انقطعت خمس سنوات لظروف بعثتها لاستكمال دراستها الجامعية، لكنها عادت بشغف وشوق للساحة الفنية، وهي عضوة في جمعية الثقافة والفنون بجدة من عام 2004 وحتى 2022. الحفاظ على مدرسة نواوي وعن تأثير والدها عليها، تقول الفنانة أروى: “كان والدي أكثر إنسان داعم لي في الساحة الفنية، وكان دائمًا ما يشجعني على إكمال مسيرته الفنية، وأنا من أكثر أبنائه الذين ركز عليهم في إكمال مشروعاتهم بمجال الفن التشكيلي، فدرست بالجامعة الفنون الجميلة، بعد أن لمس فيَّ الموهبة، وبعد أن أنهيت دراستي الجامعية بدأنا التركيز على كيفية الدخول للساحة الفنية، وطلب مني في البداية أن تكون لديَّ رسالة سامية، بحيث تكون هذه الرسالة محل فخر دائم لي في مسيرتي الفنية، ويكون لها هدف واضح، فأحببت أن أنقل رسالتي في مجال الفن التشكيلي السعودي بمختلف مناطق البلاد في المملكة بأسلوب تجريدي تعبيري، وطلب مني أن يكون لي خط فني ثابت، وكثيرًا ما كنا نتحاور ونتناقش في هذا الأمر”. مشاركات متنوعة شاركت الفنانة أروى نواوي في العديد من الملتقيات والمعارض الفنية، وكانت أولى تلك المشاركات في حرم كلية التربية الفنية بجدة في معرض خريجات التربية الفنية عام 2005، كما شاركت في عدة معارض جماعية في جدة والرياض والمنطقة الشرقية بعد عودتها من بعثتها للدراسة خارج المملكة، من أبرزها المشاركة مع مسك للفنون في معرض “بان ١ و٤”، ومعرض صيف ٢٠٢٣ مع صالة الأمير فيصل بن فهد وجاليري نايلا، وعدة جاليريات أخرى. وشاركت أروى أيضًا في بعض الملتقيات الفنية، منها ملتقى سيوا الرابع بمصر عام ٢٠٢١، وملتقى القصبة الدولي التاسع بفرنسا 2022، كما شاركت مع مجموعة من الفنانين بعمل أول جدارية لعلم المملكة في عام ٢٠٢٢ بجمعية الثقافة والفنون، كما شاركت مع والدها رحمه الله بعمل واحد من أعمالها في آخر معرض شخصي له قبل وفاته عام ٢٠٢٢. ونالت أروى نواوي جائزة مسابقة الفن المعاصر للفنان القدير الرائد عبدالحليم رضوي التي تديرها ابنته الدكتورة مها رضوي، وكانت من العشرة الفائزين في آخر تصفية لموسمها الأول ٢٠٢٢ بجمعية الثقافة والفنون بجدة. وبدعوة من مؤسسة مسك، شاركت الفنانة أروى مع صيف مسك ٢٠٢٣، كما شاركت مع كبار الفنانين في خمسة معارض على أوقات متفاوتة مع أتيليه جده للفنون تحت إدارة الأستاذ القدير هشام قنديل، وشاركت في معرض الشرقية بمركز البحوثات “سايتك ٢٠٢٢”، كما شاركت في ماراثون الفن في فندق شانغريلا جدة مع الفنانة القديرة الدكتورة أحلام مع جاليري أحلام الرياض ٢٠٢٣. وحصلت أروى نواوي على المركز الثالث في مسابقة اليوم الوطني الـ 93 مع نادي عناقيد في مدينة النماص، واقتنى عملها رئيس بلدية النماص، كما شاركت في “آرت جاليري” بمدينة الرياض بمعرض “مصغرات” الذي أقيم العام الماضي، ثم نظمت معرض اليوم الوطني ٢٠٢٣ مع نادي “سعودي آرت” وكانت مديرة العلاقات العامة وقتها في فندق الإنتركونتيننتال بجدة. أنجزت الفنانة أروى نواوي أول جدارية لها بمقاس ٣×2م اسمتها “عنان السماء” وقدمتها لمحبي الفن في احتفالية اليوم الوطني ٩٤، كما شاركت مع استديو محي ومركز تكوين في أبها مع نخبة رائعة من الفنانين، وآخر مشاركاتها مع أتيليه جدة حملت عنوان “مختارات عربية ١٤” وكانت مشاركة مميزة مع كبار الفنانين في الساحة الفنية. جيل رؤية 2030 مليء بالإبداع عن الفنانة أروى نواوي وتنظيمها لمعرض اليوم الوطني، قال الفنان هشام بنجابي: “تفتخر المملكة العربية السعودية بهذا الجيل.. إنه جيل رؤية ٢٠٣٠، نعم إنه جيل محمد بن سلمان ولا شك أن يكون ممتلئًا بجميع الطاقات المخزونة التي ظلت مدفونة لسنوات، ولكن يبقى النفيس والجوهر هو الأسلوب والأساس الذي يعمل وبنشاط وإبداع ما لم يكن أكثر شغفًا بهذا الحاضر المشرق والمشّرف. جاءت أروى التي تحمل في طيات لوحتها وهي جامعة الشرق والغرب بخطوط تسمى النسبة الذهبية.. قيمةً لمحتويات اللوحة من رموز أصيلة جمعتها بحرص شديد كي تقول إني فخورة حبًا بهذا الوطن الذي تتنوع فيه مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، خاصة المعمارية منه. خطوط تتمايل طربًا وفخرًا بالُمنجز الذي يقف شاهدًا حضاريًا أمام الدنيا وكأنه يقول للعام هذا أنا، صُنع بيد سعودية بسواعد الشباب المحب والمخلص. هنيئًا لنا بأروى نواوي التشكيلية القادمة للنجومية باعتزاز وحب”. وقال عنها الفنان نبيل نجدي تعليقًا على مشاركتها في معرض (سعودي آرت): “هذا المعرض الذي تحقق على ساحل عروس البحر الأحمر جدة كان حدثًا شيقًا فرح الجميع به، وإن كان من وراء هذا العرض جندي مجهول أظهر لي شجاعته التي أبهرتني فتذكرت سيرته التي جعلت منه جنديًا شجاعًا مقدامًا، هي المدرسة التي تخرج منها في الحياة من يدي رجل كان مميزًا بعظمة خُلقه وفن أدائه الريادي إنها ابنة ذلك الرائد الفنان عبدالله.. أروى نواوي ساهمت في أن يظهر المعرض بصورة مشرفة وأنيقة واستحقت شكر وتقدير الجميع”.