أنا الفلسطينيُّ

وأنا الفلسطينيُّ لو قطّعتُمُ جسدي فلن تجدوا به إلّاها أنا عاشقٌ وهي العشيقةُ كلها بترابها وجبالها ورباها وهضابها ونجودها وسهولها وغيومها منثورةً بسماها وبناسها من لم يزالوا فوقها والحاضنين من القبور ثراها بمزارع الزيتون فوق ترابها طابت وطابَ لقاطفيهِ جناها أنا قطرةٌ من مائها ولطالما قد سِلتُ في شوقٍ لألثمَ فاها أنا ذرّةٌ منها ولدتُ وحيثما ولّيتُ وجهيَ في الوجود أراها أنا غصنُ زيتونٍ وشتلةُ زعترٍ في أرضها وأنا نسيمُ هواها عشتُ الحياةَ بمرّها وبمرّها متعلقًا متشبثًا بهواها وغدًا أعودُ إلى ثراها عاشقًا لتضمّني ضمَّ العشيقِ يداها فأنا الفلسطينيُّ لو قطّعتُمُ جسدي فلن تجدوا به إلّاها ولو اْنني خُيّرتُ كي أختارَ لي أرضا لما اختارَ الفؤادُ سواها