من وحي السبعين

من ذا يقايض عشرينا بسبعيني ومن يعيد شبابي في شراييني ومن يعتق طعم الدفء في وهني ومن يرد إلى عرشي سلاطيني ومن يعيد لثغري طعم أزمنتي وفي خريفي ربيع العمر يعطيني *** تلك السنون التي أودعتها عمري كانت تعمق آهاتي وتغريني وتسكب الصحو في أجفان أوردتي وفي دمي بخلايا النار تكويني كانت تراقص في عيني عرائسها وتحتفي باشتهائي للرياحين *** ياحسرة العمر ردي خفق أشرعتي إلى المواني التي كانت تناديني ردي تنفس صبحي في الفؤاد هوى وعسعسات الليالي حين تؤويني ردي علي صباحات المنى أملا وموعدا في مساءاتي يخبيني ردي علي اخضراري بعد ماذبلت براعمي وغزا قيظي بساتيني ردي الزمان الذي غاضت جداوله ردي لهيب الغضا بالله رديني *** مالي يراودني حلم وتعصف بي وساوس ولغت فيها شياطيني حسبي إضاءات شيبي في مقدمتي وفي انحنائي تاريخ يواسيني وفي تغضن وجهي سيرة كتبت هذا أنا فاقرأوا فيها عناويني خطاي أنهكها الترحال فاتأدت ولا تكاد يدي بالكأس تسقيني قد كنت أرشف من كأسي ثمالته وقطرة قطرة كفي يرويني واليوم لاغيمة أرنو لمطلعها ولا «العشيات» صوب الغيم تهديني ردوا زماني الذي ولى وغادرني وحبذا لو تعيدوني لعشريني