في المملكة العربية السعودية وعلى وجه الخصوص مناطق الجنوب قراها وأريافها، يعتبر الحزام جزءا مهما من زي الرجل بل زينته، يرافقه في كافة أعماله ومناسباته والبعض منهم لايخلعه إلا وقت النوم، وكان يعاب على الرجل الذي يغادر منزله غير محتزم، فتراه محتزما في الحقل، في السوق، في المناسبات الاجتماعية سواء كان زواجا أو عزاء أو غيرها من المناسبات، وذلك يعود إلى النشأة والارتباط بتقاليد الأجداد والآباء، حيث كان الأب والأم يصران على لف حزام من الجلد على وسط الطفل منذ أن يكون في السنة الثالثة أو الرابعة من العمر ،وأحيانا قبل ذلك إيمانا منهم بأن هذا الحزام يساعده في أن يكون صلبا ولكي ينشأ قويا يُعتمد عليه. ويبرز كثيراً صناعة واستخداما وبيعا في منطقة نجران جنوب السعودية، وتسمى جنبية وجمعها جنابي، ويحمل نفس الاسم في عسير فجمعها جنابى. نشترك في هذا التقليد التراثي مع بعض الدول العربية ففي سلطنة عُمان يوجد خمسة أنواع من الخناجر، وتم إدراج الخنجر العماني في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو، كذلك له رواج كبير في الجمهورية العربية اليمنية. أما في المملكة الأردنية الهاشمية فيستخدم الحزام، ويحمل الخنجر هناك اسم الشبرية وتشترك معه في ذلك مناطق شمال المملكة ، وقد يستخدم في دول عربية أخرى، أما في منطقة عسير فهناك أنواع عديدة من الحزام منها : الخنجر وهو الأكثر استخداما في شرق عسير. المعيّرة وهي الأكثر استخداما في قطاع تهامة عسير بين قبائل: ربيعة، آل وايلة، آل عيسى وبعض قبائل رجال ألمع ، وغالبا ما تستخدم في المناسبات الاجتماعية الكبيرة : الهَود 1، النِّحَل2 ، الزواجات ، احتفالات القبيلة ، ونوع آخر وهو المضببة وهي أصغر من المعيرة ويزين رأسها وغمدها بنقوش من معدن الفضة. أما الشفرة أو المغرزة فهي للاستخدام اليومي في البلاد ـ المزرعة أو المرعى أو السوق، ويستفيد الرجل من الجنبية أو الخنجر في استخدامات متعددة مثل عملية ذبح المواشي والصيد وقطع الخيوط واستخدامها في أداء الألوان الشعبية بإخراج شفرتها أحيانا في يده والتلويح واللعب بها كنا نشاهده في الرقصات الشغبية في منطقة جيزان. أما الحزام الكبير الذي يستخدم في الحج أو السوق لتوثيق الإزار وحفظ المال فهو الكمر وهو من الأحزمة التي تراجع استخدامها بل ندر تصنيعها. تراجع استخدام الحزام والجنبية في الأجيال الشابة وخاصة قي المدن مع بقائها جزئيا في الريف والقرى في مناطق جنوب المملكة ولهل هذا ما يقوله أحد الشعراء الذي رأى ابتغاد الأجيال الحديدة عن استخدام الحزام والخنجر: ودعتك الله يا جنبية الشيبه قد علقوها بجنب المرزح3 العالي. شبهت محزم لها والريح تومي به بندول ساعه قديمه لونها بالي. ------ (1) الهود: هي حفلة الختان تقام لمدة ثلاثة أيام يجتمع فيه الناس. (2) النحلة: بكسر الحاء هي زيارة السمي برفقة مجموعة من الأقارب والأصدقاء. (3) المرزح: مسند على هيئة عصا