مأســـــــــاة آدم وليـم ييتـس

جلسنا معاً نهاية ذات صيف، تلك المرأة الجميلة الرقيقة، صديقتك الحميمة وأنت وأنا، وتحدثنا عن الشعر. قلتُ: “إن بيتاً سيستغرقنا الساعات، وإن لم يبدُ وليد اللحظة، فكل رتقنا وفتقنا يصير إلى لاشيء. أفضل لنا أن نحبو على ركبنا، ونشطف أرض المطبخ، أو نكسّر الحجارة، مثل شيخ فقير، في كل ألوان الطقس. ذلك أن إطلاق الأصوات الحلوة مؤتلفة يعني عملاً أقسى من ذلك، مع أنه سينظر إليه كإضاعة للوقت من قبل أهل البنوك، ومدراء المدارس، ورجال الدين الذين يسميهم الشهداء العالم”. عنذئذٍ أجابت تلك المرأة الجميلة الرقيقة التي من أجلها سيشعر رجال كثيرون بوجع القلب حين يكتشفون أن صوتها حلو وخفيض: “أن نولد امرأة يعني أن نعرف – مع أنهم لا يعلّمون ذلك في المدارس – أن علينا أن نجهد لكي نكون جميلات”. قلتُ: “من المؤكد أنه لا يوجد ما هو جميل منذ سقوط آدم دون أن يقتضي الكثير من الجهد، هناك عشاق ظنو الحب مزيجاً من الكياسة البالغة حتى إنهم يتأوهون ويقتبسون بنظرات تعلموها ما سبق أن ورد في كتب جميلة قديمة، ومع ذلك فإن ذلك ليس سوى جهد ضائع”. جلسنا صامتين عند ذكر اسم الحب، رأينا آخر جمرات النهار تذبل، وفي السماء التي ترتعش زرقة واخضراراً قمر متعب كما لو كان صَدَفة غسلتها مياه الزمن إذ تعلو وتهبط حول النجوم وتتكسر أياماً وسنين. كانت لدي فكرة لسمعك أنت وحدك: أنك كنت جميلة، وأنني جهدت لكي أحبك على طريق الحب القديم، أن كل شيء بدا سعيداً، ومع ذلك فقد تعبنا مثل ذلك القمر الفارغ”.