شاعرٌ في مقهى

قالوا : لابُدّ لهذا الشاعرِ أ نْ يرقَى كي ألقيَ شعرًا في مقهى أحبابي ما أصعبَ أنْ أتلوَ شيئًا من وجعي في مقهى خلفي طاحونةُ قهوتِنا السّمراءِ تكلّلُ دهشتَنا في لغةٍ تَشْقى .. في عزفٍ يَبْقى  يا سادةُ خلفي شاعرةٌ تَصرفكمْ عنّي تشغلكم بضجيجِ الرقصاتْ بين اللحظةِ واللحظةِ تذرفُ قبلي دمعَ الأمواتْ تَسْرقُ وقتي .. تشنقُ صوتي تحملني للفوضى  فأحنُّ لبعضِ الغَزَواتْ قدري  قدرُ الأدبِ المسكونِ بروح النّايِ تشاطرُهُ القهوةُ لحنَ الرّغباتْ من خلفي  أسمعُ رعدًا .. أبصرُ برقًا    ينهمرُ الثّلجُ ليحملَنا غربًا .. يحملَنا شرقا فتتيهُ بنا الأقدامُ عنِ الطُّرُقاتْ وأنا أكتبُ عذرًا للكلماتْ  وَهُمُ الآنَ بلا ضوءٍ يخرجهمْ مِنْ حُلْمِ النَّكهاتْ عُذْرًا هُمْ مَنْ هُمْ؟ أنا لا أعرفهمْ هُمْ رسموا أحلامَ جنائزِنا حتى لذنا بصراعِ الشّهواتْ وكتبنا بَـدْءَ هزيمتِنا مِنْ غيرِ لجوءٍ لبريقِ النزواتْ همْ منْ نصبوا في المدخلِ ضيفَتَنا الأخرى شاعرةً في الخلفِ مشاركةً شاعرةً صاخبةً كلّ قصائدها عربدةٌ .. صلصلةٌ تنشد ما يربكنا دونَ حياءٍ لا أحدٌ يوقفها هي روحُ الجلسةِ تغرينا بالضّحِكَاتْ يا سادةُ ! تبقى قهوتُنا السّمْراءُ بضجيجِ طواحنها سيدةً مفردةً تدهشني .. تدهشكم بقصائدِها النّكِراتْ