تتواصل حكاية الثقافة في نادي جازان الأدبي عبر سلسلة فعالياته المتتالية في شتى فنون الأدب والثقافة وذلك ضمن الأعراس الشتوية التي تشهدها جازان في هذه الفترة في موسم ومهرجان شتاء جازان 2024-2025 وأحدث النادي حراكاً أسبوعيًا للمشهد الثقافي والأدبي داخل المنطقة وخارجها من خلال استضافة العديد من الأسماء الفاعلة في المشهد الإبداعي واستضاف النادي ضمن سلسلة (حكاية كتاب) الكاتبة والقاصة والتشكيلية ابنة الساحل الشرقي طاهرة خالد آل سيف للحديث عن كتابها السردي (رسائل متأخرة) في مساءٍ حاورها فيه الشاعر ايمن عبدالحق الذي استهل المساء بقراءة سيرة مختصرة للقاصة طاهرة أشار مقدم اللقاء إلى أنها حاصلة على بكالوريوس من جامعة الملك سعود بالرياض، ولها العديد من الاصدارات، والدورات والكتابات وهي سفيرة جمعية الأدب بالدمام. ثم بدأت الأمسية بقراءة نصها الأول الذي حمل عنوان “يوم آخر”. بعد الانتهاء من قراءة نصها ، سألها المحاور لماذا القصة القصيرة هي منجزك الأول دون غيرها من الفنون ؟ فأجابت : أن كتابة القصة أولاً هي ممتعة وتكتب بحب وشغف . وأضافت على الجانب الشخصي فإن ذاكرتي ممتلئة بالحكايات والتفاصيل اليومية والأحداث هي التي تختزن في الذاكرة وهي المحرض للفعل الكتابي ودللت على ذلك بأنها عملت هي وإخوتها في دكان لجدتها . وكانت تحدث فيه حكايات ومواقف عدة من قبل المتسوقين والأطفال وأسرار الأسر والحي وهذه القصص والحكايات التي رسخت في ذاكرتها ومخيلتها . وأرادت افراغ الذاكرة بمثل هذه التفاصيل المثيرة والمليئة بالدهشة . وقد ساهم ذلك بقدر كبير في تمكنها من كتابة القصة القصيرة. وامتلاك أدواتها وعن منجزها القادم . أجابت لن يخرج عن كتابة القصة القصيرة. خاصة مع تطور أدواتها وأساليبها مبينة أن الكتابة في هذا اللون فيه فن وهي ممتعة . لتعاود مرة أخرى قراءتها السردية فقرأت قصة قصيرة بعنوان “غبش “ وهي عن أم ضلت الطريق بعد شجارها مع زوجها. عاود مقدم اللقاء الأستاذ أيمن عبد الحق بسؤال طاهرة وأخذ رأيها هل تعالج القصة القصيرة قضايا المجتمع؟ فأجابت بأن دور الأدب بشكل عام ليس عليه أن يصلح بل عليه أن يكون مصلحاً - الإشكال تلك النظرة السائدة على ان الأدب هو التسلية والترفيه على المجتمع وللأسف هذه هي النظرة إلى الأدب . ثم قرأت آل سيف العديد من النصوص القصيرة جداً “علامة فارقة” ويدور النص حول طفل لا يخاف من الشجار والقتال. أعقبت ذلك بنص آخر بعنوان “شقشقة الطائر الأزرق”. وفي معرض اجابتها على سؤال هل هناك ثمة تقارب بين القصة والقصة الشعرية؟ تقول ال سيف بأن القصة المعاصرة هي مشهد عابر في يوميات ويكون الاهتمام في طريقة العرض في الحكاية نفسها بعكس القصة الكلاسيكية وهي تبنى على الحبكة. الشخصيات. وهي التي تعكس سيكولوجية للشخص، وتأخذ شكل الحكمة وأشكال فنية معينة. كما أن القصة القصيرة المعاصرة ليس لها سردية معينة وتعتمد على الصور الفنية. لتقرا مجموعة نصوص من قصص قصيرة جدا (ق ق ج) بعنوان “خبايا آثمة” وهي انعكاس تحولات مجتمعية ومن ثم قرأت نصاً آخر بعنوان “نزوح” وهي قصة حدثت لرب أسرة فقد صوابه في نهاية الأمر تلتها مجموعة نصوص هي (تقصي.) “تدبير”. جروح. نية “حيطة” و “مداراة” وقبل ان تختتم نصها الأخير في الأمسية بعنوان “ على الجسر طيف يترنح” وتدور حول حادث سير مؤسف راح ضحيته بعض الأشخاص المقربين. ومن ثم قرأت اخر نصوصها (ما روته السماء لمرأة في الشرفة) وهو من النصوص القصيرة جدا ويكتنز الرمزية واللغة الشعرية من سياق العنوان وهي القصة الأولى لطاهرة في تجربتها السردية لتختتم هذه الأمسية الممتعة التي أدارها بتمكن الأديب أيمن عبدالحق الذي فتح باب المداخلات مع الحضور والتي كانت ثرية. حيث سئلت ال سيف عن مزجها واهتمامها بين فني الرسم والكتابة وأيهما تحب؟ كما سئلت عن مستقبل المرأة في الكتابة والسرد. وتطرقت المداخلات إلى جرأة ال سيف في طرحها لبعض القضايا المجتمعية حيث أجابت آل سيف بأن الصدق في الطرح مهم جداً. كما أن المملكة في عهد الرؤية مختلف عن تلك الأزمنة السابقة. وهي تحترم بعض الأقلام النسائية التي سبقتها في الكتابة في عهود كانت مقيدة للسرد وخاصة للأنثى. ومعظم كتاباتها كانت من مشاكل الأسرة بصورة عامة. والمستقبل جميل للمرأة الأديبة. واختتم رئيس نادي جازان الأدبي، الأستاذ حسن بن أحمد الصلهبي بشكر الأستاذة طاهرة آل سيف وأشاد بجمعها لعدة مهارات وهي تكاد تجمع بين جيلين في الرسم والكتابة. وأنها مبدعة في رؤيتها واستجابتها لدعوة النادي في الحضور لهذه الأمسية الماتعة. كما قدم الأستاذ الصلهبي شكره للشاعر والأديب الكبير الأستاذ أيمن عبد الحق على هذه الأمسية الرائعة وكذلك الحضور. وتم تكريم القاصة طاهرة آل سيف ومدير الحوار الشاعر والأديب ايمن عبد الحق كما اهدت آل سيف احدى لوحاتها لنادي جازان الأدبي وأخرى للقاص محمد الرياني بعنوان السقف وهي مستوحاة من نص قصصي بنفس الاسم (السقف) كان قد كتبه المؤلف قبل عامين .