بين الأدوار الاجتماعية وصدق المشاعر.
انتشرت في الآونة الأخيرة نصائح تتعلق بالتصرفات الصحيحة في العلاقات، والتي تستند إلى مفاهيم الطاقة الأنثوية والذكورية. تُستخدم هذه المصطلحات للإشارة إلى الصفات الشخصية التقليدية المرتبطة بالذكور والإناث، مثل الحزم والقوة للذكور، واللطف والرعاية للإناث. من المهم أن نعترف أن التصرف وفقًا لهذه التوقعات الاجتماعية قد يعزز شعور الفرد بالانتماء والقبول من قبل المجتمع. لكن هل نحد من أنفسنا عندما نتبع هذه المعايير، خاصة في سياق العلاقات التي تتسم بالمشاعر العميقة والتحديات الفردية؟ من الظلم في حق المشاعر والارتباطات أن تُقيَّد الأفعال الحقيقية للمحبة بقواعد تعسفية تحددها الطاقة الأنثوية والطاقة الذكورية. فالارتباط الحقيقي يزدهر من خلال التعبيرات الأصيلة للحب والمودة، سواء كان ذلك بتقديم الهدايا من المرأة للرجل أو دعم الرجل وعطفه على المرأة. أتفهم أن اتباع مفاهيم بسيطة قد يكون جذابًا، لأننا نبحث عن أي فرصة للتمسك بشيء واضح وسط تعقيدات الحياة. لكن ينبغي أن نتجنب تحويل علاقاتنا إلى عروض أداء زائفة، وبدلاً من ذلك نركز على بناء شراكات حقيقية مؤسَّسة على الاحترام المتبادل والمشاعر القلبية لأن الارتباط الأصيل غالبا ما يحدث عندما نعبر عن أنفسنا بصدق، بعيدًا عن القوالب التقليدية للجنسين. التنقل بين تعقيدات النمو الشخصي وديناميكيات العلاقات يتطلب أكثر من مجرد الالتزام بمجموعة محددة من “القواعد” وتستدعي تأملاً فرديًا عميقًا لفهم ما يجعلنا نشعر بالاكتمال وما يخدم شراكاتنا الفريدة بشكل أفضل. إذا كنا نبحث بصدق عن تحسين علاقاتنا، يجب أن نركز على الإرشادات والنصائح المستندة إلى مفاهيم مدعومة بالأدلة، بدلاً من المفاهيم الغامضة حول “الطاقة”. ويقدم لنا علم النفس ثروة من الأبحاث التي توضح ما يسهم حقًا في العلاقات الصحية، مثل التواصل المفتوح والاحترام المتبادل والتعاطف. وقد أظهرت الدراسات بشكل متكرر أن المهارات الشخصية مثل الاستماع الفعّال، والتعبير عن التقدير، وفهم أنماط التعلق يمكن أن تؤثر بشكل عميق على جودة اتصالاتنا. إن السعي لبناء ارتباط قوي هو رحلة مليئة بالتحديات، لكنها تستحق أن تكون مبنية على أسس حقيقية وفهم عميق لسلوكيات البشر، وليس مجرد عبارات جذابة وبسيطة. لنلتزم دائمًا بصدق التعبير في الحب، معتمدين على التواصل المفتوح والصادق، ونتجنب تقييد أنفسنا بمعايير غامضة كـ”الطاقات.”