سعود البابطين في حوار خاص باليمامة..

نعمل على توسيع أنشطة المؤسسة لتشمل مجالات ثقافية وأدبية متنوعة.

تحمل الدورة التاسعة عشرة لمؤسسة البابطين الثقافية التي انطلقت يوم الأحد الماضي في الكويت، اسم مؤسسها الشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين تخليدا لإرثه الشعري والثقافي ، كان لمجلة اليمامة لقاء مع ابنه الأكبر الشيخ سعود البابطين رئيس مجلس أمناء المؤسسة في أول حوار للصحافة السعودية استدعى من خلاله ذكرياته مع الده الشاعر الكبير الراحل مستشعرا أهمية الإرث الذي تركه لهم وعظم الأمانة لمواصلة السير على خطاه وتعزيز دور مؤسسة البابطين الثقافية عربيا وعالميا في تعزيز الفهم الثقافي والإنساني من خلال الأدب والشعر قائلا الإرث الذي تركه والدي الراحل الشاعر عبدالعزيز البابطين ارتكز على حب الشعر والثقافة. هذا الإرث أصبح جزءًا من هويتنا، ونحن ملتزمون بتطويره والابتكار فيه .... إلى الحوار : •من المتعارف عليه أن بعض المشاريع والفعاليات الثقافية تنتهي أو يخف وهجها وحضورها برحيل مؤسسها لكن مؤسسة البابطين الثقافية احتفظت بوهجها المتجدد ، فما الذي ميز المؤسسة لتستمر بوتيرة الوهج والحضور نفسه بعد رحيل مؤسسها؟ الإجابة على هذا السؤال تتطلب الإشارة إلى أن مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية قد أُنشئت ليس فقط كمنصة لتكريم الشعراء ورعايتهم، بل كمؤسسة ثقافية عربية عالمية تهدف إلى تعزيز الفهم الثقافي والإنساني من خلال الأدب والشعر. والدي، رحمه الله، غرس فينا أهمية استدامة هذه الرؤية من خلال إنشاء مشاريع وبرامج تسهم في تطوير الثقافة والشعر بشكل مستمر. لذا، كان هناك دائمًا تركيز على الابتكار، والتوسع في مجالات أخرى مثل الندوات الثقافية، الملتقيات الأدبية، وبرامج تعليم اللغة العربية، ما يضمن تجدد الحضور الثقافي والوهج المؤسسي. كما أريد أن أؤكد لك أن الاستمرارية والنجاح في أي مؤسسة يعتمد على رؤية واستراتيجية واضحة تضع الأسس التي تضمن دوام العمل الثقافي والأدبي. وما ميز المؤسسة هو الإرث الذي تركه والدي الراحل الشاعر عبدالعزيز البابطين، والذي ارتكز على حب الشعر والثقافة. هذا الإرث أصبح جزءًا من هويتنا، ونحن ملتزمون بتطويره والابتكار فيه. كما أن لدينا فريق عمل متكامل، يعمل بجد للحفاظ على هذا الزخم الثقافي، بالإضافة إلى اهتمامنا بالتجدد والتكيف مع تطورات العصر. •هل يمكن أن تفتح جائزة البابطين للإبداع الشعري أبوابها للأنواع الأخرى من الشعر؟ المؤسسة منفتحة دائماً ومنذ اللحظة الأولى على كافة الألوان الشعرية التي تحافظ على أصول الشعر العربي وهويته، ومراجعة أسماء الفائزين بجوائز المؤسسة تكشف ذلك بوضوح، ونحن ندرك أن الشعر في تطور مستمر، والشعراء المعاصرون يقدمون أشكالًا جديدة ومبتكرة من الإبداع الشعري. ونتابع عن كثب تطورات المشهد الشعري الحديث، ونؤمن بأهمية دعم هذه التنوعات الشعرية خاصةٍ التي تتوافق مع رؤية المؤسسة وأهدافها في الحفاظ على هوية الشعر العربي والحفاظ على القيمة الفنية واللغة السليمة التي نعتبرها جزءًا لا يتجزأ من هويتنا الثقافية. • الشيخ سعود، هل يكتب الشعر أم يتذوقه؟ أنا من عشاق الشعر وتذوقه، فقد نشأت في بيئة تمجد الكلمة الجميلة والقصيدة المؤثرة، ولكن لم يكن لي تجارب شخصية في كتابة الشعر، بل اكتفيت بالاستمتاع بما كتبه غيري، لكنني أشعر بكل بيت وكل كلمة خاصةً تلك القصائد التي تعبر عن اللحظات الإنسانية الصادقة والمشاعر الوطنية النبيلة. والدي رحمه الله كان شاعراً مميزاً، وهذا أثر بشكل كبير في شخصيتي وفي علاقتي مع الشعر، مما يجعلني أكثر تقديرًا للقصائد والشعراء، وأنا أحرص على دعم الشعر والاحتفاء به من خلال مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية. •كيف ترى اهتمام القيادة الكويتية ورعايتها لجوائز مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري طوال هذه السنوات؟ الكويت لطالما كانت منارة للثقافة والفكر، وهذا الدعم المتواصل من القيادة هو امتداد لتاريخ طويل من التقدير للثقافة، مؤسسة البابطين كانت دائمًا محل تقدير وإشادة من القيادة الكويتية، ونسعى دائمًا لمواكبة توقعاتهم من خلال تقديم الأفضل في خدمة الشعر العربي والثقافة بشكل عام. وها نحن الآن مازلنا نحظى بدعم القيادة الرشيدة المتمثلة في حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح “حفظه الله ورعاه” لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية من خلال الرعاية الأميرية السامية للدورة التاسعة عشرة والتي تنطلق الأحد الموافق ال 15 من ديسمبر الجاري بمشيئة الله، وهذا الدعم الرسمي يعتبر دافعًا قويًا لنا للاستمرار في مسيرتنا ولتوسيع آفاقنا، ويساعدنا في المضي قدمًا في تحقيق أهدافنا الثقافية. •ما الوعود المستقبلية من جائزة البابطين لجمهورها بعيدًا عن زاوية جائزة الإبداع الشعري؟ بالإضافة إلى جائزة الإبداع الشعري، نعمل على توسيع أنشطة المؤسسة لتشمل مجالات ثقافية وأدبية متنوعة. نخطط لإطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي، ودعم الكُتاب والشعراء الناشئين، وتنظيم فعاليات تسلط الضوء على التراث الشعري والأدبي، إلى جانب برامج ثقافية تركز على التعاون الدولي في الأدب والشعر. نهدف إلى خلق جسور بين الشعراء العرب والعالم، والتفاعل مع جمهورنا من خلال فعاليات وأحداث متنوعة تُبرز غنى التراث الشعري العربي، نحن ملتزمون بأن نظل منارة ثقافية تقدم الجديد والمفيد والفريد لجمهورنا. • كيف تُقيم المشهد الشعري العربي الحالي؟ المشهد الشعري العربي يشهد حراكًا كبيرًا وتنوعًا في الأساليب والرؤى. هناك جيل جديد من الشعراء الذين يجمعون بين الأصالة والتجديد، مما يخلق مشهدًا حيويًا مليئًا بالإبداع. لكن هناك تحديات أيضًا، مثل الحفاظ على اللغة العربية من جهة، والانفتاح على الأساليب الحديثة دون فقدان الهوية من جهة أخرى. نحن في مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية نسعى جاهدين لدعم هذا التنوع من خلال تقديم جوائز وفعاليات تسهم في إبراز الشعراء وتشجيعهم على الاستمرار في هذا الفن الراقي.