سؤال وجواب
س - ما أهمية الأخذ بوسائل التطور المعاصر؟ ج- قال الله تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾ سورة البقرة : ٢٩. وقال الله تعالى ﴿ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ﴾ سورة الجاثية : ١٣، فوسائل التطور المعاصرة هي مما خلق الله وسخرها لبني الإنسان، والأولى بها المسلمون ؛ لأنهم يستغلونها في صالح الدين والدنيا. وفي مسلم ( 2363 ) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَرَّ بقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ، فَقالَ: ((لو لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ)) قالَ: فَخَرَجَ شِيصًا، فَمَرَّ بهِمْ فَقالَ(( ما لِنَخْلِكُمْ؟)) قالوا: قُلْتَ كَذَا وَكَذَا، قالَ (( أَنْتُمْ أَعْلَمُ بأَمْرِ دُنْيَاكُمْ))، فالأصل في أمور الدنيا الحل والإباحة فلا يمنع منها شيء إلا بدليل من الوحيين المطهرين، قال الإمام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى ٢١ / ٥٣٥ (( أعلم أن الأصل في جميع الأعيان الموجودة على اختلاف أصنافها وتباين أوصافها أن تكون حلالا مطلقا للآدميين ، وأن تكون طاهرة لا يحرم عليهم ملابستها ومباشرتها ومماستها، وهذه كلمة جامعة ومقالة عامة وقضية فاضلة عظيمة المنفعة واسعة البركة ، يفزع إليها حملة الشريعة )) اهـ. وفي هذا العصر الحديث تتباهى الأمم والدول على الأخذ بوسائل التطور المعاصرة واستثمارها فيما يعود عليها وعلى مجتمعاتها وأفرادها بالرقي والعلو والرفعة في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والرياضية، وفي ديباجة ميثاق الأمم المتحدة ١٩٤٥ م (وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدماً، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح ). ومملكتنا العزيزة - حرسها الله - وفي ظل رؤيتها المعاصرة والمنفتحة إيجابياً على العالم أجمع للأخذ بجميع وسائل التطور المعاصرة التي تكون سبباً في جودة الحياة، وتقديم الصورة المشرفة لهوية بلادنا - حرسها الله -، وما إعلان سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - سلمه الله - عن تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034م برئاسته - رعاه الله - بعد فوز المملكة بذلك إلا دليل على عزم قيادتنا الحكيمة- أيدها الله - على تقديم إرثها وموروثها الحضاري والتاريخي والمخزون الثقافي العميق الذي تتميز به في هذا المحفل الكبير، والله الموفق.