مجمع الملك سلمان للغة العربية «منارة وفخر»
احتفل العالم في 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، هذه اللغة التي أثرت في الحضارة الإنسانية عبر العصور، وكانت جسرا حضاريا يربط بين الماضي والحاضر، بين الشعراء الجاهليين ورواد الأدب الحديث، وبين العلماء المسلمين وأهل الابتكار في عصرنا الحالي. وفي هذه المناسبة كان لابد أن نسلط الضوء لمعلم وطني رائع نفتخر به ونعتز ، حيث تأتي جهود مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية كواحدة من أبرز المبادرات التي تهدف إلى خدمة هذه اللغة العريقة وتطويرها بما يتماشى مع العصر الحديث من لحظة تأسيسه ليحقق رسالته العالمية ويصبح منارة علمية وثقافية تهدف إلى تعزيز مكانة العربية على المستويين المحلي والدولي بما يتواكب مع مسيرة رؤيتنا المباركة رؤبة البناء والتجديد والنهضة 2030 التي تضع الهوية الثقافية، واللغوية والإنسانية، ضمن أولوياتها التي تسير بجانب التطور في كافة جوانب النهضة التي يعيشها الوطن. ومن أبرز جهود مجمع الملك سلمان في خدمة اللغة العربية: التقنيات اللغوية: حيث يعمل المجمع على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل استخدام اللغة العربية في البرمجيات والتطبيقات الحديثة، بما يسهم في تعزيز استخدامها في المجالات التقنية، كذلك إثراء المحتوى الرقمي عن طريق إطلاق عدة مشاريع تهدف إلى زيادة المحتوى العربي على الإنترنت، بما يتماشى مع متطلبات العصر الرقمي، ويعزز من حضور اللغة في العالم الافتراضي ، ويقوم المركز ببرامج في مجال التدريب والتأهيل للمعلمين والمترجمين والخبراء في اللغة، بهدف رفع كفاءتهم ونشر اللغة بطريقة صحيحة ،ومن جهود المركز حفظ التراث اللغوي وذلك بجمع المخطوطات والدراسات المتعلقة باللغة العربية، وتوثيقها وحمايتها والحفاظ عليها ، لضمان وصولها للأجيال القادمة. ولأن رسالة المركز للعالم أجمع يسعى المركز لمزيد من التعاون الدولي وذلك بإقامة شراكات مع المؤسسات الدولية والمجامع اللغوية الأخرى،لتعزيز مكانة العربية كلغة عالمية تساهم في الحوار الحضاري والثقافي. أخيرا في اليوم العالمي للغة العربية، نحن مدعوون جميعاً للاعتزاز بلغتنا وتعليم الناشئة القيم الوطنية والتمسك بها والسعي لتحقيق كل مايسعى إليه هذا الوطن الذي يسير بخطوات واثقة نحو المجد، وحثهم على التمسك بها وتدريسها بطريقة تضمن تلقي الأجيال لها بصورة تسهم في بناء شخصياتهم وبناء أوطانهم لأن اللغة أهم أداة في بناء المواطن الصالح القادرة على تحقيق معاني الولاء والانتماء والمحبة، والتعاون مع المؤسسات الرائدة في خدمة اللغة مثل مجمع الملك سلمان، يمكننا أن نحقق رؤيتنا في بناء هذا الجيل القادر على مواجهة التحديات . * ماجستير أدب ونقد معلمة لغة عربية في إدارة تعليم المدينة المنورة