نهج النهج.
بَانَتْ سُلَيْمَى وَمَا بَانَتْ بِذِي سَلَمِ إلا أحَلَّتْ بِسَفْحِ البَيْنِ سَفْحَ دَمِي بَانَتْ ومَا بَان حُبٌّ حِينَ وَدَّعَنِي منِهَا كمَا بَانَ بينَ البَانِ والعَلَمِ يَا مَنْ لَهَا كُلَّ يَوْمٍ مَوْعِدٌ صُرِمَتْ بِهِ النُّفُوسُ بِخُلْفٍ غَيْرِ مُنْصَرِمِ أَشْكُو خَلائِقَ قَلْبٍ لَمْ تَزَلْ جُدُدًا فِي عَذْلهِ لَمْ يزَلْ يَشْكُو مِنَ الصَّمَمِ بينِي وَبَيْنَ سُلَيْمَى كُلُّ مُقْفِرَةٍ لَمْ يَنْجُ سَائِلُهَا يَوْمًا مِنَ النَّدَمِ إلاَّ بِأُخْتِ غُيُوبِ الفِكْرِ نَاجِيَةٍ بِنْتٍ لِفَحْلِ المَعانِي غَيْرِ مُهْتَضَمِ تَشُقُّ كالبَرْقِ يَهْمَاءَ الدُّجَى قُدُمًا مِنْ دُونِ أَجْنِحَةٍ سَارَتْ وَلا قَدَمِ إِلَى أَبِي النُّورِ تُزْجِي النُّورَ قَاصِدَةً بَحْرَ البِحَارِ تَسُوقُ الغَيْمَ ذَا الدِّيَمِ غَيْثَ الغُيُوثِ أَمِيرَ الأَنْبِيَاءِ تَقِيَّ الأَتْقِيَاءِ عَظِيمَ الخَلْقِ كُلِّهِمِ أَتَيْتُ والشَّمْسُ قَدْ لاحَتْ منَازِلُهَا ومَنْزِلي فِي ديَاجِي اللَّيْلِ والظُّلَمِ إِلَى حِمَى أَحْمَدٍ أَدْنُو عَلَى وَجَلٍ أَلاّ يُدَانِيهِ حَمْدٌ خُطَّ بالقَلَمِ مَا زَالَ يَبْعَثُ بالدِّينِ الحَياةَ إِلَى أَنْ صَاغَ خَاتِمَةَ الأَدْيَانِ بالشِّيَمِ قَدْ شَادَ فَلْسَفةَ الأَخْلاقِ مُنْتَهِجًا مبَادِئَ العَقْلِ فِي القُرآنِ ذِي الحِكَمِ زِنْ كُلَّ أمْرِكَ بالقِسْطاسِ مُلتَزِمًا والْزَمْ بِهِ العَدْلَ تَلْزَمْ خَيْرَ مُلْتَزَمِ لا تُفْسِدِ الأَرْضَ فالمِيزَانُ قَوَّمَهَا وَخَالِقِ الأَرْضَ بالمِيزَانِ تَسْتَقِمِ قَدْ تَمَّمَ اللهُ بالأَخْلاقِ شِرْعَتَهُ وَأوْدَعَ الدِّينَ فِي مُسْتَودَعِ القِيَمِ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ مِنَّا أُمَّةً وَسَطًا إلاَّ ليَجْعَلَ مِنَّا أَعْدَلَ الأُمَمِ إنَّ البَلاغَةَ للإِنْسَانِ بُلْغَتُهُ مِنَ الحَيَاةِ فَلا تَزْهَدْ ولا تَهِمِ خُذِ الكِفَايَةَ مِمَّا أَنْتَ آخِذُهُ مِنْهَا فَحِرْصُكَ يُفْضِيَها إِلَى العَدَمِ إِنَّ الرَّسُولَ بَلِيغُ العُرْبِ قَاطِبَةً وَكَانَ دَيْدَنَهُ الإِيجَازُ فِي الكَلِمِ جَدُّ الأَواسِطِ مِنْ رُوحٍ وَمِنْ جَسَدٍ رَأْسُ الأَعَارِبِ فِي عَدْلٍ وَفِي كَرَمِ مَا زَالَ يُكْرِمُ كُلَّ الكَائِنَاتِ متَى كَانَتْ بِذِي نَسَمٍ أَوْ غَيْرِ ذِي نَسَمِ فقَالَ نَخْلَتُنَا الشَّمَّاءُ عَمَّتُنَا لا يُكْرِمُ الشُّمُّ إِلاَّ مُكْرِمَ الشَّمَمِ وقَالَ إِنْ أوْشَكَتْ قِيَامَةٌ وَلَقَدْ أَرَادَ واحِدُكُمْ غَرْسًا فلا يَقُمِ وقَالَ لمَّا رأَى شَاةً وقَدْ نَفقَتْ هلاَّ انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِ الشَّاةِ حِينَ رُمِي مَا زَالَ يَمْتَحُ باسْمِ اللهِ مُحْتَذِيًا بالدَّائمِ العَدْلِ مِنْ دَيْمُومَةِ النِّعَمِ لَمْ تُصْبِحِ الأَرْضُ مِحْرَابًا لِسَيِّدِنَا إلاَّ لِنُبْصِرَ فِيهَا فِكْرَةَ الحَرَمِ هُوَ المُحِبُّ وإِذْ يُحِبُّهُ أُحُدٌ آخَى هُنَالِكَ بَيْنَ النَّاسِ والأَكَمِ هُوَ الرَّحِيمُ الَّذِي مَا زَالَ يُخْبِرُنَا أنَّ الحَيَاةَ بِنَا مَوصُولَةُ الرَّحِمِ صَلَّى الإِلَهُ عَلى عَظِيمِ أُمَّتِنَا وَأَشْرَفِ الخَلْقِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ.