حضور الوطن في الأعمال التشكيلية السعودية.

يحظى الوطن بحضور كبير في الفنون التشكيلية السعودية، ويتجلى ذلك الحضور في بوجه خاص فيما يُقام من معارض فنية خلال الاحتفال بالأيام الوطنية على أرض المملكة. والُمتتبّعُ للمشهد التشكيلي السعودي يلاحظ وبوضوح اهتمام فناني المملكة بداية من جيل الرّواد، ومروراً بالأجيال المختلفة من الفنانين، بالوطن وحرصهم على التعبير عن حبه والذود عنه في أعمالهم التشكيلية. ومن خلال متابعتي لنتاج كثير من فناني المملكة، لاحظت مدى حضور الوطن في الإبداعات التشكيلية لفنانين احتل حب المملكة - الذي ملأ قلوبهم - مساحة كبيرة فيما يقدمونه من أعمال فنية، وأذكر من هؤلاء الفنانين الذين قدموا أعمالاً فنية وطنية متفرّدة، الفنان التشكيلي، فهد بن ناصر الربيق، والفنان هشام بنجابي، والفنان سعيد العلاوي، والفنان سمير الدهام، والفنان نذير ياوز، والفنان منير الحجي، والفنانة عصمت المهندس، والفنانة نجوى رشيد، والفنانة منيرة السليم، والفنانة أحلام المشهدي، والفنانة خديجة توفيق مقدم، والفنانة منى شبيب السبيعي، والفنانة سلوناس داغستاني، والفنانة مطلوبة قربان، وغيرهم الكثير من فناني المملكة الذين لا يتسع المجال لذكرهم هنا. وللاطلاع على رؤية فناني المملكة لحضور الوطن في الفنون التشكيلية السعودية، استطلعنا هنا آراء بعضهم. حضور مُبكّر في البداية قال الفنان التشكيلي أحمد المغلوث: ليس في حياتنا كلها أعمق وأكثر أصالة واهتماماً من التعبير عن الوطن في أعمالنا، وأشار إلى أنه منذ الصغر سعى جاهداً ومن خلال ما تمتع به من قدرات في مجال الرسم في أن يجسد ذلك في جوانب مختلفة من اعماله الفنية، حيث رسم الوطن وجوانب عديدة من جمالياته وموروثه وتراثه عبر أعمال تشكيلية متعددة بداية من اللوحة والمنحوتة وحتى الرسوم الكاريكاتورية. وأكد “المغلوث”، على أن الابداع لا خير فيه إذا لم يكرس في خدمة الوطن، وأن أهمية الابداع تكمن في توثيقه وتسجيله للماضي. واكتشاف جوانب من حضارتنا التي باتت خالدة عبر الزمن بفضل ما حفظه لنا الأجداد. وأضاف بأن رسالة الفن تتمثل في تعبيره عن حياتنا بالريشة والكلمة وحتى النغمة، مشدداً على مكانة الفنون التشكيلية في التعبير عن الوطن باعتبارها جسراً ممتدا بين الأجيال، وصلة لوصل الماضي بالحاضر، معتبراً بأن خلود الفنان يتحقق من خلال تعبيره عن الوطن من خلال لغة فنية قادرة عن التعبير والوصول برسالتها تجاه الوطن للجميع. مصدر إلهام دائم وأكد الفنان التشكيلي طلال الطخيس، على أن الوطن حاضر في أعماله عبر أشكال متعددة، حيث يظل الوطن متمثلا في أعماله التشكيلية بتاريخه وتراثه وطبيعته وحكامه وشعبه وصحرائه وبحره هو مصدر الإلهام الرئيسي له. وطن العزة والكرامة وقالت الفنانة التشكيلية أمل القحطاني، إن الوطن هو الحياة وهو العزة والكرامة، وهو الأمن والأمان وهو الحضن الدافئ الذي يحتضن الجميع، وهو الفخر الذي إن تحدثنا عنه لاحتجنا إلى مجلدات ومجلدات. وقالت بأن الوطن حاضر في لوحاتها لكونه يسكنها وتسكنه، عاشقة لكل مكوناته: سماء ورمل وأرض وجبال وسهول، ولذا فقد راحت تجسد الوطن وتراثه وقيمه وكله في لوحاتها. الوطن أولوية أولى وقالت الكاتبة والفنانة التشكيلية سكينة الشريف، إن التعبير عن الانتماء والولاء للوطن وللأرض والجذور من الأولويات التي يتطلّع إليها طموح كل فنان صادق في الانتماء لوطنه. وأضافت بأنها دائمًا ما تقول بأن الخرائط غير المبنيّة على معرفة حقيقية بالأرض والجذور والأصول العريقة لن تكون خرائط متينة ويُعوّل عليها، ولذلك كان مما أخذته على عاتقها هو التعبير عن شعورها بالانتماء لأطهر الأراضي والبقاع على وجه الأرض كذلك وفاءً وصدقًا وشعلة محبّة لن تنطفئ مادامت قلوبنا تخفق بفخر وولاء صادقين. وأشارت “الشريف” إلى أنها شاركت في المناسبات الوطنية على أرض المملكة بالكثير من الأعمال الفنية التي عبرت من خلالها عن الموروثات الشعبية من أزياء وتقاليد ورقصات تعبيرية، مؤكدة على أنها تشعر بالفخر والابتهاج بتلك الأعمال وأنها ما زالت تطمح لتحقيق الأفضل في مجال التعبير الفني عن حب الوطن. خصوصية ساحرة وقالت الفنانة التشكيلية أحلام المشهدي، إن الوطن في قلوبنا قبل أعمالنا الفنية، وأن أجمل ما في الوطن هو ذلك التنوع الثقافي والفكري والاجتماعي، وذلك الزخم الجميل حيث جمال كل بقعة وخصوصيتها الساحرة.