النغمةُ الأشهى

أضيئي عيون الليل واستمطري الشِّعرا و غنّي فإن القلبَ يشتاقُ للذكرى  ففي غيهبِ الأيامِ تأتينَ بلسماً وتجرينَ من بين انكساراتها نهرا  أريدكِ شمساً لا أفارقُ حُسنَها ألوذُ بها حيناً و أشرقُ في أخرى  أريدكِ فيضاً من ترانيمِ عاشقٍ يُبلسمُ جرحَ الليلِ بالفألِ والبشرى  يُعيدُ لقلبي فجرَ صُبحٍ أرى هنا أزاهيرهُ فاحتْ بآفاقنا عطرا  تماديتِ ترياقاً من الفكرِ والهوى وللبوحِ والعشّاقِ يا غادتي مسرى لكِ في رحابِ الأرضِ أغرودة العُلا و في كل شبرٍ زاد ميثاقُكِ قدرا  لقد كنتِ ، مازلتِ مصابيح من رؤى و أشرقتْ نوراً خالداً للورى فِكرا  هي اللغة الفصحى إذا قامَ شأنُها يقومُ لنا عقلٌ ونستنهضُ الفجرا  نلوّنُ وجه العمرِ بالضوءِ والنهى وتكتُبنا الأيامُ في وحيها سِفرا  هي اللغة الفصحى أناشيدُ خافقٍ وميناؤنا العالي و ثروتنا الكبرى  هي الفتنةُ الأشهى كما الشهد حينما يصافحُ أرواحاً فتغدو به سكرى  هي النغمةُ الأدهى لها يذعِنُ الحِجا و تسكنُ أرواحٌ فتمضي لها أسرى  هي اللغةُ الفضلى بها يهتدي الورى وألبسها الإسلام من نورهِ ذِكرا  فذا الخاءُ و العينُ الجميلُ و ضادُها مخارجُها تبدو فخامتُها بحرا  فيا لغةً فاضتْ من الحُبِ قصةً من الأمسِ حتى أينعَ الحُبُّ و استشرى  لكِ المجدُ والعلياءُ والنبضُ والرؤى تجيئينَ في كلّ انكساراتنا بدرا * شاعرة وكاتبة- منطقة الجوف