سمير جابر متحدثاً عن تجربة أحمد عائل فقيهي في نادي جيزان الأدبي ..
لغة المكان السمة الأبرز في تجربة الراحل.
في ليلة وفاء اتسمت بالإبداع في نادي جازان الأدبي لتكون ليلة استثنائية جاءت ضمن فعاليات شتاء جيزان لتكتب الثقافة فيها فصلا من فصول حكاياتها المبهجة حيث اقام النادي وبحضور أبناء الفقيد الأديب والشاعر أحمد عائل فقيهي صاحب الصوت الشعري المميز والتجربة الصحفية العريضة وجمع من الأدباء والمثقفين وفي ليلة أدبية أحياها الناقد سمير جابر للحديث عن التجربة الشعرية الراحل وقدم الأمسية وحاوره الأديب والاعلامي الدكتور نايف كريري الذي افتتح الأمسية بالتهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين عراب الرؤية بمناسبة اختيار المملكة كدولة مستضيفة لبطولة كأس العالم 2034، فأهلًا ومرحبًا بالعالم في رحاب هذا الوطن كما شكر إدارة النادي… برئاسة الشاعر الأستاذ حسن الصلهبي على ما يقدمه النادي من فعاليات وحراك أدبي ، مؤكدا اعتزازه باختيار هذه الليلة المشعة بأنوار الوطن للاحتفاء بالتجربة الشعرية المميزة للشاعر الراحل أحمد عائل. وأضاف: مثنيا بالشكر لضيف المحاضرة الناقد الأستاذ سمير جابر وأشار الى أن الراحل كتب عن تجربته الشعرية الكثير من النقاد بدراساتهم النقدية، منهم: الناقد عبد الله نور، والدكتور عبد العزيز المقالح، والناقد الدكتور عالي القرشي، وأحمد فضل شبلول، ومحمد أحمد عواد، والدكتور محمد صالح الشنطي، وأحمد كمال زكي، وفوزي خضر، وآخرون. وأختتم التحليق بهذه المقدمة ان الراحل، عاش بين “جدة وجازان ” فألف كتابه “بين جيمين” قدم له الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير عكاظ سابقا مؤكدا أن تجربته في كتابة القصيدة الحداثية كانت محل جدل بين مؤيدي الحداثة والشعر الكلاسيكي، مما أضاف لمكانته الأدبية بصمة خاصة. واستشهد بما قاله الناقد سعيد السريحي حينما كتب: «حين يُكتب تاريخ تجربة الحداثة الشعرية في المملكة ثم لا يذكر اسم أحمد عائل فقيهي باعتباره من أوائل مَن طرقوا أبواب هذه التجربة والمؤسسين لها فإن هذا التاريخ تاريخ ظالم». أفسح بعدها مدير الأمسية المجال للناقد سمير جابر لقراءة ورقته التي بدأها بالترحم على الفقيد متناولا كتمهيد لورقته السياق التجديدي الذي انبثقت منه القصيدة الجديدة التي شارك فيها جيل من الشباب في تلك الفترة وأصبحت تشكل تيارا وظاهرة تعرف القارئ السعودي والعربي على قصيدة معاصرة منذ بداية الستينات الميلادية وخاصة عندما كتب سعد الحميدين قصيدته الجديدة التي تعود الى عام 1966م وطبعها عام 1977م في ديوانه (رسوم على الحائط) وكتب بعد ذلك محمد الثبيتي بدايات تجربته في ديوانه (عاشقة الزمن الوردي) ومن خلال هذه التجربة التي أشار اليها الناقد سمير جابر انفرد احمد عائل من جيزان وبعد ذلك كانت قصيدته عنوانا في حب الوطن وخاصة مدينة جيزان والمنطقة عامة بكل تفاصيلها وبين جابر أن الشاعر أحب مدينته الساحلية وكان هو وزملاؤه ممن اناروا فضاء الشعر وخلقوا تجربة جديدة حتى أصبح تيارا قائما وكاملا في المملكة ثم تطرق في ورقته التي جاءت بعنوان (مقاومة المحو) الى البناء الفني في تجربة أحمد عائل حيث كان يغني للمكان ويفلسفه بما أنه مغروس فيه وأنه المحرك للنص الشعري في قصيدته خاصة عندما يكون المكان هو الدافع لولادة النص وأشار الناقد أن الشاعر أحمد عائل رحمه الله رحل بالشعر في كل اتجاهاته وكتب القصيدة البيتية كقصيدة (أبيات قليلة لعشق قديم) وكتب قصيدة النثر وفي قصائده استمرار للزمن الشعري لديه وهو مغروس فيه ويذوب في أهدابه وقال أن الراحل عاش حياة مليئة بالشعر والذكريات وتناول سمير جابر تعريف الشاعر أحمد عائل للشعر حيث قال ( أن الشعر في قديمه وحديثه يمثل تجربة ضخمة وكبيرة جدا في المسيرة الإنسانية والشعر ليس مجرد لغة ومفردات وخيال فقط بل انه عالم يعج ويضج بتحولات الأزمنة وكنت ولا زلت منحازا الى الشعر الذي يحمل مضموما ورؤية ولا أميل الى غير ذلك فهو الجمر وهو نار المعرفة وهو التجديد لا التجديف) هذه نظرته للشعر وقد تعامل معه وقد أحسن في ذلك عندما وضع مفتاحا نقديا للناقد والقارئ وقد طرحه على امتداد أربعين عاما من بداية أول نص في القصيدة الجديدة وهو نص (الفجر الأخضر) وتعاطى قصيدة الحداثة أو الشعر الحر او الشعر الجديد وتطرق الى لغة المكان في شعره وحب الوطن وخاصة مدينة جيزان والمنطقة عامة بكل تفاصيلها أحب الشاعر مدينته لأنه مهموم بالفن والناس الطيبين مختتما الورقة بقصيدته البيتية عن جازان جازان تنهض حين تلمع أنجم واموت من ولع افق يا مغرم جيزان ان لم تسطعي في خاطري لا انتي مني ولا الدماء هي الدم ثم تداخل مدير الأمسية بسؤال الناقد سميرجابرعن مكانة الشاعر في الحركة الحداثية في المملكة وسبب انزواء الأضواء عنه السنوات الأخيرة حيث أنه لم يذكر كغيره وهو الذي يعد من رواد هذه التجربة ويرى سمير أن السبب أن أحمد عائل ليس مسوقا جيدا هو يكتب ويترك للقارئ او المتلقي حرية التقييم ولكن تظل تجربة وبالتأكيد سيتطرق لها النقاد خاصة أن الشعر بدأ يقف عند مرحلة ويحتاج الى إعادة انتاج نقدي جيد وقراءات أكثر للتجربة الحداثية بحيث تؤرخ تاريخيا جديدا وشهدت الأمسية مداخلات كان لبعض الحضور بعدها تحدث اللواء متقاعد هاشم صيقل عن قراءات الشاعر واهتمامه بالكتاب وسرد المهندس حسين بهكلي عما حدث لمكتبة الشاعر الأولى. وكيف خفف محبوه عنه ألم احتراقها ثم تناول الاستاذ الأديب والناقد عمر طاهر زيلع حياة الشاعر ووصفه أنه إضافة الى كونه شاعر فهو ناقد وقال إن شعره شفاف يريك الأشياء ولا يمكنك من رؤيتها ولا من لمسها وليس غامضا بعده أشار ابنه وليد إلى إبداعه في كتابة المقالة اذ قال أن المقالات الصحيفة لوالده كانت تلامس المجتمع وأمضى في كتاباته لها وقتا طويلا فقد كتب عن حضور العائلات الى الملاعب قبل عشرين عاما والأن نرى ذلك في الواقع حقيقة ، وكانت لديه مقالات جريئة في ذلك الوقت وكانت حداثية كما الشعر وجمعت في ثلاثة كتب وكان يرحمه الله تأتيه اتصالات من مجلس الشورى حيث كانت تناقش بعض المقالات في المجلس وكان يناقش قضايا اجتماعية وفكرية رفيف: تكشف رثاء والدتها لرفيق دربها وأشارت ابنة الراحل رفيف أنها اثناء حضورها الى النادي تأملت في زواياه وذكرت والدها في بداياته في هذا النادي الذي انطلق منه وقالت أن والدتها حصرت جميع مقالات والدها التي لم تنشر تمهيداً لإصدارها في كتاب وأضافت أن والدها بكى على مكتبته التي احترقت كأنها أحد أبنائه وكشفت رفيف عن رثاء كتبته والدتها عن رفيق دربها لخمسة وأربعين عاما استطاعت ان تحصل عليه من احد دفاترها وفي ختام الأمسية كرم رئيس نادي جازان الأدبي الأستاذ حسن الصلهبي أبناء الفقيد كما تم تكريم فارس الأمسية الناقد سمير جابر ومديرها الدكتور نايف كريري.