احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية..

د. السالم يُحيي ليلة الشعر والإلهام في الجوف.

على أعتاب اليوم العالمي للغة العربية الذي سيصادف الثامن عشر من ديسمبر احتفت جمعية الأدب المهنية بالجوف بالتعاون مع جمعية الشباب بالجوف مساء الخميس الثاني عشر من ديسمبرأمسية أدبية أحياها الدكتور أحمد السالم ، أستاذ اللغة العربية و وكيل جامعة الإمام سابقاً والأديب المعروف، و أدارت الأمسية الشاعرة ملاك الخالدي. حيثُ استهلّت الشاعرة ملاك الخالدي الأمسية بقولها: على أعتاب اليوم العالمي للغتنا الفصحى، لغتنا التي ينهالُ البهاء من بين حروفها، ويرتسمُ الضياء في طيوفها، نحتفي بها شعراً وشعوراً، فخراً وحضورا ، ماضياً جليلا و مستقبلاً مشرقاً جميلا. ثم عرّفت بالضيف الكبير الدكتور أحمد السالم الذي استهلّ حديثهُ بالإشارة إلى دور اللغة العربية ومحوريتها في بناء الفكر والمجتمع و الوطن . وحين سألته المُحاوِرة عن سبب الضعف اللغوي لدى الجيل الناشئ ، أشار إلى تغيّر المناهج وأساليب التعليم ومستوى المعلمين اللغوي ، وغيرها من المؤثرات المجتمعية والتقنية خارج أسوار المدرسة. و حين أشارت الأستاذة ملاك الخالدي إلى تأثير اللغة على التفكير ، أشار الدكتور السالم إلى أنها علاقة تبادلية و نمو اللغة يفتح آفاقاً متسعة في الأذهان والوجدان. ثم حلّق السالم بالحاضرين إلى آفاق مضيئة في عدد من قصائده . و في مداخلة للدكتور حمدان السمرين أشار إلى حال الفصحى حالياً على ألسنة أبنائها، وتحدّث عن المستوى اللغوي لدى الأجيال الأسبق وكيف أن جودة لغتهم تعود إلى نوعية مناهج اللغة العربية سابقاً و ما امتازت به قوة و رصانة وإلى نباهة وحصافة معلميهم كذلك، وأكّد على دور اللغة القوية بناء المجتمع المثقف الواع. و أكد الدكتور السالم إلى ما ذهب إليه الدكتور السمرين عبر عقد مقارنة بين القصائد الفصيحة الموجودة في مناهج اللغة العربية في الماضي والحاضر. و في مداخلة للأستاذ عقل الضميري ذكر إلى أن تنمية اللسان العربي مسيرة لا تنتهي من التعلّم و التعليم الممتد وذكرَ أنهُ حتى بعد تقاعده الآن مازال يطوّر لغته و ينمّيها. وأشار الأستاذ خالد العيسى في مداخلته إلى اللهجات العربية واللغات المجاورة وتأثيرها على اللغة العربية. وتساءلت إحدى الحاضرات حول إمكانية الاستفادة من الدكتور السالم كقامة أدبية وأكاديمية لها مكانتها وأثرها في مجال التعليم لتحسين و تطوير اللغة العربية لدى الأجيال الناشئة، فأجاب الدكتور السالم إلى أنه اضطلع على مدى خمسين عاماً بدورهِ في إعداد الكوادر اللغوية، وأضاف: الآن وبعد هذه السنوات الطويلة من العطاء مكاننا المنابر الثقافية والأدبية. وفي نهاية الأمسية تغنّى الدكتور الشاعر أحمد السالم بقصيدة وجدانية بعنوان (القلب المُقسّم) من أبياتها: أعرفُ الحبَ و الصبابة فيهِ و ألاعيبهُ و أعرفُ مكره قد عرفتُ المها و ما خلّفتهُ في عيون الأنامِ في نصف غدرةْ ثم لاح الجوابُ في ناظريها و حديثُ العيون أبلغُ فكرةْ ليس من رشّ في طريقكَ ورداً مثل من شقّ في طريقكَ حفرةْ واختتمت الشاعرة ملاك الخالدي اللقاء بقولها : لغتنا ليست مجرد وسيلة للتواصل والتعبير، بل وجهٌ و واجهة و نمط تفكير ، حضارةٌ و امتداد، وميراث الضوء و العراقة والأجداد، هي واقعنا ومستقبلنا المرسوم في سماء الأمجاد. وفي نهاية اللقاء كرّم رئيس سفراء جمعية الأدب في منطقة الجوف الدكتور طامي الشمراني الشاعر الدكتور أحمد السالم ، ومديرة الندوة الأستاذة ملاك الخالدي، كما كرّم جمعية الشباب بالجوف لتعاونهم الدائم بشهادات شكر من جمعية الأدب المهنية.