(نَطقَ الشّجرُ )
في هَدْئةٍ من حَميمٍ وَدَمْ قالَ لي شجرٌ ناطقٌ هُوَ ذا خَلفَ ظلّي يسيُر وحيداً كما قلقٌ يضربُ الناسَ يعصرُ أطفالهم ويعصرُ أَفراحهم وأتراحهم ، يحومُ عليهمْ كليلٍ بهيمٍ يُصلي صباحاً لأجلِ دماءِ الثكالى ويشربُ نخبَ المواتِ مساءً ولا تأكلُ الطيرُ من رأسهِ ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ عند بابِ الأونروا تَعَثَّرَ شيخٌ بأحلامِ جنديةٍ خرجتْ من وراءِ الصقيعِ وَبَردِ المخيمْ لترفعهُ عَالياً ثُمُّ تسألهُ ما اسمهُ؟ أتزعمُ أنكَ من هاهنا من فلسطينَ ! نعمْ وَدِمائي تسيرُ بأوراقِ ليمونةٍ في أَعالي الجليلِ. وأملكُ هذا الهواءَ النقيَّ وخُنَّ دجاجٍ ومسبحةٍ كانَ عيسى يناجي بها ربَّهُ فتطفو على صهوةِ الوقتِ أُخرى لتسألَ عن عُمْرِهِ ؟ وكيف تَشَكّلَ في لونِ قوسِ المطرْ وصارَ يُصلي مع الناسِ في القدسِ فجراً ويرجعُ للنومِ فوقَ الخطرْ ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ فَدوى تُهدهِدُ ليلاً مريضاً على طرقاتِ المخيمِْ. تكتبُ فوقَ مياهِ الشتاءِ سَلاماً لزوجي الشهيدِ سلاماً. فَتَرصُدها أعينٌ لاتنامُ ، يصيحُ بها شجرٌ ناطقٌ احذري الطائرة٠٠ احذري الطائرةْ. قليلاً من الصمتِ يدخلُ في جعبةِ الموتِ قصفاً ثم لاشيء يبقي سوى خيمةٌ من رمادٍ وجــارٌ يصيـحُ (بفدوى) وأَبنائِها٠