نصوص
يتسللون يتَسلَّلونَ من نافذةِ القلبِ يمسحونَ ستائرَها برذاذِ صباحاتِهم حتى إذا استيقظتْ عصافيرُها حزمُوا ظلالَهم على غفلةٍ منها وطارُوا فأرةُ الكتابة في هذه النُقْطَةِ العمياءِ على مرآة العالم أَنصبُ شِراكِي كلَّ صباحٍ بعدَ أنْ أُعِدَّ الطُعمَ المُناسبَ لاستدراجِ فأرةِ الكتابةِ واستخلاصِ ما يكفي من مِسْكها لقارورةٍ من رائحةِ الحُروفِ عيناً كما يفعل العطَّارون بأخلاطِهم تكفي لغَسْل هذا العفن الناشب مخالبَه في خشبِ الروحِ أَسْتحضِرُ أرواحَ كلِّ الشُعَراءِ منذُ امرئ القيس حتى درويش بطَلاسمِ الكَلامِ وبَخُورِ القَريحةِ أرحَلُ خلفَ حِدائِهمْ وهم يُورِدونَ قَوافلَ أشْعارِهم لمنابعِ الدهشةِ ومرابعِ الكَشفِ أَلتقطُ ما يطيرُ من نبوءاتِهم وأصُرُّه جيداً في أقْبيةِ الذاكرةِ لأعودَ له لاحقاً كُلَّما اتسعتْ أمامَ أَشْرِعَتي خرائطُ النُسيانْ لاعبا الشطرنج بعد أن جفَّتْ قريحتُهما اتفقَ لاعبا الشِطرنْج على إرجاءِ المواجهةِ لجولةٍ أُخرى تاركينَ خَلفهُما جيوشاً من الأحْجارِ المحطَّمة باختصار هي الروايةُ الأطولُ والأكثر جدلاً لتداخلِ مياهِها مسرحٌ رومانيٌّ مفتوحٌ ومختلطُ الأنسابْ أبياتٌ خَداجٌ استعصى على القرائحِ انضاجُها فَضلَّتْ مُعَلَّقةً بحبالِ الشعراءْ فُندقٌ باتِّساعِ العُمرِ أثْقلتَ جُدْرانَه بخَربشاتِ أوهامِك مارثونٌ لا أحدَ يرغبُ أن يكونَ الفائز فيه حقيبةُ سفرٍ مَسْكونةٍ بأغلى الملابسِ التي لم يَتَّسع الوقتُ لاستخدامِها قِطارٌ من فَرطِ ما عَرفتهُ المحطَّاتُ لم تعدْ تشعرُ بمروره تلك هي حَياتُكْ نظرة ما أبرعكِ بلا ضَوضاء ولا جدلٍ منطقي استطعتِ إقناعَ جميع حَواسِّي فقط بنظرةٍ واحدة الليلُ وأشياءٌ أخرى على غيرِ العادة لا يُزْعجُني نقيقُ أجراسِ الواتسْ أبْ صحيحٌ أنَّ أسرابَ طيورِه تجدُ نفسَها في الغالبِ أزهاراً ذابلةً في أقفاصِ مَطْفأةِ الرسائل لكنَّ صفيرَه يُشْعرُني بأنَّ أسلاكَ (نهاري) لا زالت موصولةً ذلك الذي كنتُ أملأُ به كَأسِي ما استطعتُ قبلَ إطفائِي عُنوةً وبعد استنْفادي لحيلةِ الأشواط الإضافِيَّة مُتَمتْرساً وراءَ لُحافٍ يشبهُ سواترَ الحروبِ أُكْملُ إحصاءَ ما ضاقتْ شِباكي عن اصطيادِه من نجومٍ في الليالي الفائتةِ وخُطَطِي عمَّا قَصُرْتُ عنه من تكتيكاتٍ لإِحداثِ ثَغرةٍ لتمريرِ أحجاري في رِقعةِ الشَطرنجِ الكبيرةِ تلك أُمَرِّنُ حواسي على المشيِ في حقولِها دونَ أن تَبتلَّ بنوافيرِها وحصادِ ما فاضَ من معاني سنابلِها المنقوعةِ برائحةِ الجهات هنا رأيتُ نفسي مُلْقىً من شاهقِ الكلام لامتحانِ قُدْرَتي على الصمتِ والتَرقُّبِ والتَمْويه تَعلَّمتُ النظرَ لكلِّ نصٍّ بمثابةِ نفقِ خلاص كأحدِ الذينَ حفروا مصائرَهم لدورةِ الحياة مرةً أُخرى الفرقُ بيننا أنَّني أبتكرُ كُهوفي بعنايةٍ دون رقيبٍ أو أبوابٍ وهنا مكمنُ الحيرةِ من أيِّ نُقْطةٍ أبدأُ النقْرَ؟