أسئلة ذكيّة!
ماذا لو تحقق الوعي للآلات كما يبشّر أو ينذر عرّابو الذكاء الاصطناعي(الصناعي)؟ كيف سيكون حالنا مع روبوت المكنسة الكهربائية مثلا؟ هل سنعلن بصفاقة انزعاجنا من صوتها؟ أم سيكون من الذوق احترام حريتها وقرارها؟ كيف سيبدو التلفاز؟ هل سيعلن ميوله لفريق دون آخر فيغمض عينيه أثناء هجمة خطرة من الفريق المنافس؟ وبقية الآلات والأدوات كيف سيبدو عالمها؟ أليف؟ أم متوحّش؟ وفي ظل أي شجرة سينام الإنسان بعد تشريده؟ هل سيجد شجرة أصلا ينام تحتها؟ هل ستتركه الأدوات يذهب هكذا كفافا؟ أم أنها ستوظفه حراثة في حقولها، وآلة طباعة في دار نشرها، إلى غير ذلك من الأعمال التي كان يكلّفها بها، انتقاما منه وردّ اعتبار؟ هل ستكون نهاية التاريخ مع هذا الروبوت الذي يفاخر به صانعوه دون أن يشعروا أو يعلموا أنهم يكتبون الفصل الأخير في حياة الإنسان؟، ما حاجتنا لوعي الآلات إذا كان وعيها سيودي بنا ويقذفنا في الهامش المهمل من الحياة؟ يقول تعالى: {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها} مرحلة مضت فيما يبدو! {وازّينت}، وهذه مرحلة تالية لها قد أوشكت أو أنها فقدت زينتها وانتهت مع الدمار الشامل والحروب المستمرة! {وظن أهلها أنهم قادرون عليها}.. نحن الآن، فيما يظهر، على عتبة هذا الظن الآلي الذي يزهو به صنّاعه حين يسيرون بالعالم إلى حتفه! {أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس}.. والسؤال هنا: هل سيأخذنا الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة الحصيد، حين يعي المنجل ذاته فلا يعود في حاجة الفلاح؟ حين يقرر بحريته المطلقة المزعومة أن يحصد العالم فلا يبقى سوى الآلات تتهارش في ورشها كما تتهارش البهائم في الزرائب؟ أم أنّ وعي الآلات المطلق ضرب من الأحلام والتخرّصات والظنون الاستشرافية البعيدة؟ أسئلة يطرحها علينا الزمن الافتراضي الذي يشرئب الآن باتجاه الربوتات الذكية بحثا عن وعي ذاتي جديد!