السعودية ... نحو الريادة العالمية

جاءت زيارة الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن" الأخيرة إلى "المملكة العربية السعودية" في سياق الاتفاقية التاريخية التي تم توقيعها بين كل من "الملك عبدالعزيز" طيب الله ثراه، و الرئيس الأمريكي" فرانكلين ديلانو روزفلت" في 14 فبراير 1945م على ظهر الطراد يو إس إس كوينسي في البحيرات المرة في قناة السويس، قبل أن تسدل "الحرب العالمية" أستارها. وطيلة الفترة التي امتدت منذ ذاك اللقاء حتى زيارة "الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن" شهدت المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع تغيرات اقتصادية وسياسية حادة طالت هزاتها وارتداداتها جميع أنحاء العالم بدون استثناء. فبدعوة كريمة من "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية" قام الرئيس الأمريكي" جوزيف بايدن" بزيارة رسمية إلى "المملكة العربية السعودية في يومي 15 و 16 يوليو 2022م. حيث التقى "فخامة الضيف" بـ مضيفه "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود" بعد ذلك مباشرة عقد "صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء" اجتماعًا رسميًا مع "فخامة الرئيس بايدن" بحضور عدد من كبار المسؤولين من الجانبين. حيث أشاد الجانبان بالعلاقات التاريخية بين الشعبين السعودي والأمريكي. ثم استعرضا أبرز الأولويات الاقتصادية والسياسية والأمنية والبيئية ذات الاهتمام المشترك وصولًا للمساهمة ببناء عالم يسوده السلام والأمن والاستقرار. كما أكد الجانبان على حتمية حل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية، والمساهمة في تخفيف الأزمات الإنسانية عبر تقديم الدعم الاقتصادي والمساعدات المالية للدول المحتاجة، ومواجهة خطر الإرهاب. وتطوير العلاقات والتعاون الاقتصادي بين الشعبين "السعودي" و "الأمريكي" كما استعرض الجانبان آفاق التعاون بينهما في مجال المناخ والطاقة، مجددين التزامهما باستقرار توازن أسواق النفط العالمية. وتفعيل مبادرات المناخ وتطوير الطاقة النظيفة. هذا وقد أكد "الرئيس جو بايدن" التزام بلاده القوي والدائم بالمساهمة بدعم أمن "المملكة العربية السعودية" ضد التهديدات الخارجية. كما أكد الجانبان أهمية توسيع آفاق التعاون المشترك في المجالات العلمية ومجالات الفضاء، وفي مجال الأمن السيبراني. وتبادل المعلومات. وقد رحب "الجانب الأمريكي" بـخطة "المملكة" للتحول الاقتصادي من خلال "رؤية المملكة 2030" وتأصيل مشاركة "المرأة" في الشأن الاقتصادي والإداري، وتعزيز الحوار بين الأديان. وبدعوة كريمة من "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز" انعقدت "قمة جدة للأمن والتنمية" في "مدينة جدة" بـ "المملكة العربية السعودية" في يوم السبت 17 ذي الحجة 1443هـ الموافق 16 يوليو 2022م ضمت إلى جانب "الولايات المتحدة الأمريكية" ست دول خليجية هي (السعودية و الإمارات، و البحرين، وعُمان، وقطر، والكويت) وبحضور كل من العراق، والأردن، ومصر. وقد توصلت القمة إلى رؤية مشتركة لعدد من القضايا والأمور السياسية والاقتصادية والأمنية ذات الاهتمام المشترك. حيث ركز الزعماء العرب على ضرورة حل القضية الفلسطينية بموجب القرارات الأممية الصادرة بهذا الشأن، وعلى ضوء القانون الدولي، لحل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية، وذلك وفقًا لـ "مبادرة السلام العربية". إن زيارة "رئيس الولايات المتحدة الأمريكية" لـ "المملكة العربية السعودية" واستضافة "المملكة" لـ "مؤتمر قمة جدة للأمن والتنمية" التي ضمت تسع دول عربية إلى جانب "الولايات المتحدة الأمريكية" وقيادتها للعالم الإسلامي، وعضويتها في "مجموعة العشرين" وتراكم القوة الاقتصادية والسياسية والثقافية والأخلاقية التي حققتها خلال السنوات والعقود الماضية، ليؤكد المكانة المرموقة التي تبوَّأَتها في ظل القيادة الحكيمة والشجاعة من لدن "خادم الحرمين الشريفين" و"ولي عهده الأمين – حفظهما الله" حتى أضحت قوة عالمية وسط عالم يشهد تغيرات دراماتيكية متسارعة في موازين القوى، وتعدد الأقطاب الدولية، بما يؤكد أن "المملكة العربية السعودية" تشق طريقها بكل قوة وثقة نحو الريادة العالمية.