استشارات شرعية نظامية

س - ما حق الطفل؟ ج - قال الله تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ سورة غافر :٦٧، والطفل ما دون البلوغ لقول الله تعالى ﴿ وَإِذَا بَلَغَ ٱلۡأَطۡفَـٰلُ مِنكُمُ ٱلۡحُلُمَ فَلۡیَسۡتَـٔۡذِنُوا۟ كَمَا ٱسۡتَـٔۡذَنَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ ﴾ سورة النور : ٥٩، والحلم هو البلوغ. وفي الصحيحين ( البخاري 3434 ومسلم 2527 ) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - قال (( نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإبِلَ؛ أحْنَاهُ علَى طِفْلٍ، وأَرْعَاهُ علَى زَوْجٍ في ذَاتِ يَدِهِ )) فالحنان على الطفل من الصفات الممدوحة على لسان رسولنا - صلى الله عليه وسلم -. وأجمع المسلمون على وجوب كفالة الطفل وتربيته والعناية به من قبل الوالدين أو أحدهما أو من يقوم مقامهما، قال ابنُ رشد الجد - رحمه الله - في المقدمات 1 /564 (( أمَّا الإجماعُ فلا خِلافَ بينَ أحدٍ مِن الأمَّةِ في إيجابِ كَفالةِ الأطفالِ الصِّغارِ )) اهـ، وفي العصر الحديث صدر عهد حقوق الطفل في الإسلام من منظمة المؤتمر الإسلامي وصودق عليه بالمرسوم الملكي السعودي الكريم رقم م/54 في ٢٧ / ٨ / ١٤٢٧هـ، كما أصبحت حقوق الطفل جزءًا لا يتجزأ من القانون العالمي اليوم بصدور اتفاقية حقوق الطفل من الأمم المتحدة سنة ١٩٨٩م َوصودق عليها بالمرسوم الملكي السعودي الكريم رقم م/7 في ١٦ / ٤ / ١٤١٦هـ، ودول العالم تحتفي في يوم ٢٠ نوفبمر من كل سنة ميلادية بيوم الطفل العالمي ترسيخًا لحقوقه على اختلاف الأديان والشرائع والقوانين والأنظمة والثقافات. وفي بلادنا - حرسها الله - صدر نظام حماية الطفل ١٤٣٦هـ والذي نص على التأكيد على ما قررته الشريعة الإسلامية، والأنظمة والاتفاقيات الدولية التي تكون المملكة طرفًا فيها والتي تحفظ حقوق الطفل وتحميه من كل أشكال الإيذاء والإهمال، حفظ الله أطفالنا وكبارنا من كل سوء ومكروه - آمين -.