إنَّـهُ لصٌّ …فاقتلوه!
لِـصٌ تعدَّ (جرمه) أرجاء بيوتنـا الهادئة الرافلة في ثوب السكينة، وجلباب الأمن، وزخم الدعة ما إن وطِئتْ قدماه فيها إلا أخذ يعبثُ، ويبعثُ بسرايا الصخب، وفيالق الضوضاء، وكتائب الأرق حتى إذا أرخى الليلُ سدوله، حشد قواه، وجمع جنده؛ ليتسلق أسوار أعيننا؛ فتتعطل حينها ردارات النوم وتلجم وقتها مضادات الراحة ، فلا جدوى معه بعد أن تغلغل وسيطر على كافة المواقع الحيوية دواخلنا إلاّ القتل ؛ لئلَّا نكون رهينةً لسوءِ تدابيره ومضار تصرفاته . ( السهرُ ) عدوٌّ لدود يستحق ( القتل تعزيرا ) . لقد سلبَ السهرُ الكثيرَ من طاقات أبنائنا الإيجابيَّة حتى أصبحوا في مجتمعاتهم مفلسين؛ يتكففون أسباب البحث عن الإرتياح الداخلي، ويتسولون بواعث التفتيش عن الطمأنينة المفقودة . يقول الطبيب النفسي في كلية الطب بمستشفى الملك خالد الجامعي محمد الصغير: «كثيرًا ما يراجع العيادة النفسية أشخاص لديهم مشكلات نفسية وبدنية ناتجة عن اضطرابات في النوم ، وأهم ذلك الكآبة والحزن، تعكر المزاج وسرعة الانفعال، القلق والتوتر، ضعف التركيز، سرعة النسيان، الكسل، الفتور وسرعة الإجهاد» . بل أنَّ هناك دراسة علمية صادرة عن منظمة الصحة العالمية غير مرَّة أوضحت « أنَّ قلَّة النوم تزيد أعراض الاكتئاب والقلق والمشاكل النفسية الأخرى، كما أن الأشخاص الذين يسهرون لساعات طويلة تكون أفعالهم أقل انضباطاً وحكمةً» ما أودُّ قوله : علينا كمجتمع تدارك خطورة هذا العدو والقضاء عليه ببناء مسيج بالحكمة والنصح لمن وقعوا ضحايا سطوته ممن هم تحت أيدينا ويهمنا أمرهم ؛ ليكونوا بعد ذلك عنصراً فعَّالاً في مجتمعهم ؛ يعينون ويعاونون ويدركون ويتداركون مالهم وماعليهم .