(من مآثر المهيمزات) لجابر بن صالح ..

مآثــر الأجــداد فــي ذاكــرة الأحفاد .

عن (دار البشير) بالقاهرة، صدر حديثا هذا العام كتاب تحت عنوان (من مآثر المهيمزات) للأستاذ/ جابر بن صالح بن جابر، الكاتب والباحث في مجال التراث والموروثات الشعبية، وحياة الشعوب بشكل عام، خاصة ما يتعلق منها بتاريخ الهجرات القبلية القديمة داخل (الجزيرة العربية) وخارجها, وأسباب مثل هذه الهجرات ونتائجها، سواء على المستوى الفردي، أو على المستوى الجماعي. ان هذا الكتاب ليس مجرد سرد تاريخي، قائم على البحث النظري المستند الى مرجعية علمية تاريخية فحسب، وانما هو أيضا مجهود (ميداني) توثيقي كبير، اعتمد مؤلفه على الزيارات الميدانية لموقع الحدث التاريخي، ومعاينته على أرض الواقع, وكأنه - في هذه الحالة – يحقق ما ذكره المؤرخون والباحثون – القدامى منهم والمحدثون- عن فخذ (المهيمزات) من قبيلة بني رشيد المعروفة تحقيقا ميدانيا، وذلك بالوقوف على آثارهم وديارهم، وهجرة بعضهم من مكان الى آخر, من الحجاز ونجد الى غيرهما،وما خلفه أسلافهم الأوائل من تراث وارث لازال شاهدا حيا على حياة الانسان العربي على أرضه وبين أهله، وعلى اعتزازه بهويته وجذوره العربية المتأصلة في أعماق (الجزيرة العربية )وبتاريخه وأخلاقه الفاضلة، أينما حل ورحل عبر الزمن. وهذا مما أشار اليه المؤلف في أحد المواضع من (مقدمة) الكتاب, لدى كلامه عن الجانب الميداني المدعم ببعض الخرائط والصور أثناء زيارته لتلك الآثار ووقوفه عليها بقوله: «وحسبنا من العبور أن يظهر من الديار والآبار والآثار ما وقفت عليه أقدامنا, وما شاهدته أعيننا، ماضيا يحكى, وقصة تروى, رواية أبطال مضوا مع تلك الحقب وتلك السنين». انتهى كلامه وأقول: ان هذا الكتاب وما جاء بين دفتيه من معلومات وحقائق تاريخية قيمة وطريفة, ومحققة علميا وميدانيا ما هو – في الحقيقة – الا مرجع (انثروبولوجي) يمكن للباحث والدارس، بل حتى للقارئ العادي أن يستفيد منه،أو أن يعرف من خلاله تاريخ الهجرات القبلية (سواء على مستوى أشخاص أو أسر أو عوائل) وما خلفته هذه القبيلة المهاجرة أو تلك من تراث أو موروث, سابق أو لاحق لهجرتها من مكان الى آخر، مهما كانت دوافع هذه الهجرات والآثار المترتبة عليها ماديا ومعنويا،وأبرز مظاهر الحياة الاجتماعية لمثل هذه التكوينات البشرية وخصائصها وسماتها، وأهم الظروف والعوامل التي ساهمت في تكوينها أساسا.