التوائم الملتصقة.. قصة نجاح سعودية.
إنها حكاية عمرها أربعة وثلاثون عاماً من النجاح الذي رفع اسم المملكة عالياً في مجال الطب عموماً، وفي مجال فصل التوائم خصوصاً وقدم للعالم الطبيب السعودي كنموذج لما تكتنزه بلادنا من قدرات طبية وخبرات متطورة خاصة أن عملية الفصل تعتبرمن أدق العمليات الجراحية وأكثرها تعقيدا. درامية الحكاية تتجسد في نموذج قصة “الدكتورة سماح” من السودان، إحدى الطبيبات الحاضرات في المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة، وهي نفسها كانت إحدى التوائم الذين أجرى لهم الدكتورعبدالله الربيعة عملية الفصل السيامي قبل ثلاثة عقود. “هبة وسماح”، إحداهما أصبحت طبيبة في نفس مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث الذي أجرى لهما عملية الفصل السيامي. تقول الدكتورة سماح: سارت حياتنا أنا وشقيقتي بشكل طبيعي ولم نعلم بأننا كنا ملتصقتين سوى بعد أن تجاوزنا العشر سنوات من أعمارنا، وذلك حينما رأينا أنفسنا في الصور!! للحياة أيضاً قدرتها العميقة في إبداع السيناريوهات المدهشة. البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية كان ولا يزال قصة نجاح المنظومة الطبية في المملكة على مدى ثلاثة عقود جعل خلالها من المملكة منارة طبية عالمية. الأمر الذي جعل والد “فاطمة ومشاعل” من باكستان يقول: حين جاءت ابنتاي للدنيا ملتصقتين أعيتني الحيلة وأنا أبحث عن حل لهما، وحين سمعت عن البرنامج السعودي لفصل التوائم قدّمت حالة ابنتيّ للجهات الصحية في المملكة، فجاءني الرد خلال شهرين! يقول: وكان الرد متضمناً التكفل بالتذاكر والإقامة وكُلفة العلاج الذي أجري لابنتي مجاناً. ولم يخفِ مشاعره وهو يدعو للمملكة وقيادتها وللدكتور الربيعة. مؤكداً أن المملكة قد بثّت الأمل في قلوب الكثيرين. حضر للمؤتمر الذي كان برعاية خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – وبتنظيم مركز الملك سلمان للإغاثة العديد من الأطباء والكيانات الطبية وعدد من التوائم الذين أجرى لهم البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية عمليات الفصل خلال ثلاثة عقود، ومن أكثر من 26 دولة حول العالم.. الأمر الذي جعل مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يشيد بالمؤتمر، مؤكداً بأن المنجز السعودي في فصل التوائم “مذهل”! إنها قصة أخرى تضاف، ليس لقصص النجاح فحسب، بل إلى حقيقة الدور الإنساني الذي تقوم به مملكة الإنسانية منذ نشأتها، فقد تجاوز اختيار التوائم الجنس والدين ليتوجه إلى الإنسان ويمنح 120 روحا في 60 عملية حياة جديدة ومستقبل مشرق.