الحيدري يحاضر عن جهود المملكة في خدمة العربية دوليًا..

الجمعية السعودية للغة العربية تكرّم الدكتور محمد الربيّع.

كرّمت الجمعية العلمية السعودية للغة العربية مساء يوم الاثنين، عن بعد الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيّع (وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقًا، وعضو مجمع اللغة العربية حاليًا)، وألقى الدكتور محمد بن سليمان القسومي ورقة تناول فيها جهوده في مجال خدمة اللغة العربية، ومما قال: “أستاذنا الدكتور الربيّع ودّع الجامعة، كما ودّع النادي الأدبي، وغيرهما، وما برح ملء القلوب والأسماع والأبصار؛ لأنه ظل يجود بالود والحب والوفاء، وهي درجة لا يسمو إليها من الناس إلا عليُّ النفس، فارع الروح”. وأضاف: اكتسب الدكتور الربيّع عضويات مهمة في مجال اللغة العربية، ومنها عضويته في مجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ ثلاثين عامًا كانت حافلة بالبحوث العلمي والعطاء، وعضويته في مجلس أمناء مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربي في مرحلة التأسيس، ومن هنا وجدنا له آراء عديدة في مجال النهوض باللغة العربية، ومنها أنه يرى أن اللغة تعيش واقعًا لا نرضاه لها إذ نرى مظاهر الضعف في استعمال أبنائها لها بصورتها المنطوقة والمكتوبة، وبخاصة في أجهزة الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفاز، وفي عزوف الطلاب عن الالتحاق بأقسام اللغة العربية، وفي فقدان الغَيرة عليها عند كثيرين من أبنائها، وفي زهدهم في استخدام اللغة الفصيحة فيما بينهم، ويرد الدكتور الربيّع على الذين يجعلون ارتباط العربية الوثيق بتراثها هو السبب في تخلفها وعدم قدرتها على مواكبة العصر، بأنه يجب أن نفرّق بين اللغة العربية في ذاتها وخصائصها، وبين واقع المتحدثين بها، ويرى بأن القائلين بأن ارتباطها بالتراث هو السبب في تخلفها واهمون إن أحسنا الظن بهم، أو مغالطون وحاقدون على العربية، وإلا كيف يكون التراث والرصيد الضخم للغة عائقًا بينها وبين التقدم، وهو الكنز الذهبي الذي تنهل منه العربية. كما ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور بدر بن محمد الراشد كلمة نوه فيها بأعمال الدكتور محمد الربيّع في خدمة اللغة العربية، وأشار إلى جهوده في تأسيس الجمعية العلمية السعودية للغة العربية قبل أكثر من عشرين عامًا، واستدعى بعض الذكريات معه عندما كان طالبًا عنده في المرحلة الجامعية. وقد شارك بعض الحضور (عن بعد) ببعض المداخلات، ثم ألقى الدكتور محمد الربيّع (المحتفى به) كلمة عبّر فيها عن شكره للجمعية العلمية السعودية للغة العربية ومجلس إدارتها برئاسة الدكتور بدر الراشد، وللدكتور محمد القسومي، وللحضور، ثم تحدث عن اليوم العالمي للغة العربية، ودعا إلى الانتقال من الخطب الرنّانة التي تتكرر كل عام إلى وضع برنامج عمل وتقديم تقارير علمية من كل المؤسسات الخادمة للعربية وماذا قدمت في هذا العام، وما خططها للعام القادم. ثم أشار الدكتور الربيّع إلى جهود مجموعة من الشباب السعودي المتخصص في الذكاء الاصطناعي والحواسيب والمواقع حيث أنتجوا معاجم آلية وصنعوا مواقع ومدونات تخدم العربية، وهم يستحقون الشكر والتقدير. ‏ كما ألقى الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري عضو مجلس إدارة الجمعية محاضرة تناولت جهود المملكة العربية السعودية الدولية في خدمة اللغة العربية ودعمها في المحافل الدولية وفي الجامعات وفي المنظمات مثل اليونسكو، ودورها في إحياء الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام. وسلط الحيدري الضوء على منجزات مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية بإصداره للعديد من الكتب التي تؤرخ للغة العربية وحضورها والعوائق التي تواجهها في العديد من الدول مثل: الصين، والهند، وماليزيا، وبعض الدول الأوربية، وبعض الدول الأفريقية كذلك، وتناولت المحاضرة منجزات مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية وجهوده في هذا الصدد من حيث الإصدارات والمجلات والدورات والعمل الدولي بكل مساراته وأبعاده، كما رصدت جهود المملكة في إنشاء معاهد خارج المملكة لتعليم اللغة العربية في عدد من الدول مثل: إندونيسيا، وأمريكا، واليابان، وموريتانيا، وجيبوتي، كما عُنيت برصد بعض الكراسي المعنية باللغة العربية في عدد من الدول.