قطار الرياض-الدوحة.. شريان حب بين عاصمتين.

المسافة بين عاصمتين خليجيتين لا تقاس بالكيلومترات، بل تقاس بنبض القلوب. إنها حكاية روح إنسان هذه الأرض.. روح البدوي المكافحة في التغلب على قسوة الصحراء.. فمنذ أن استأنس الجمل لقطع مسافاتها المتباعدة إلى أن أصبح يعتمد على القطار في طيّ امتدادها.. حكاية إنسان خُلق ليصارع ظروفه وبيئته ثم ينتصر. ومشروع القطار الذي شهد سمو ولي العهد وسمو أمير قطر. توقيع اتفاقيته يوم الثلاثاء سيكون شريان حب يربط بين البلدين،وسيساهم في توثيق العلاقات الاجتماعية بين الشعبين، والعلاقات الاقتصادية بين الكيانين. وهو جزء من الرؤية المشتركة لتطوير العلاقات واستدامة التعاون بين البلدين التي وثقته قيادتا البلدين الشقيقين، من خلال التوقيع على بروتوكول إنشاء مجلس التنسيق السعودي القطري عام 2021. اقتصاديا سيسهم القطار في نمو حجم التبادل التجاري بين المملكة ودولة قطر الذي تجاوز خمسة ونصف مليار ريال في عام 2024 وسيسهم في تنمية القطاع السياحي عندما يتيح لمواطني وزوار البلدين والمقيمين بهما زيارة الأماكن السياحية ومواقع الآثار فيهما. يرى المراقبون أن قطار الرياض- الدوحة يمكن أن يكون الجزء الرئيس في مشروع سكة حديد الخليج ، التي ستربط دول الخليج ببعضها البعض بل إن هذا المشروع يمكن أن يشجع على البدء بالمشروع الكبير الذي قرر المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في اتخاذ الخطوات الأولى له في ديسمبر 2009م، بإنشاء مشروع سكة حديد تربط دول المجلس بعضها ببعض لما لذلك من أثار إيجابية مباشرة على تيسير الحركة التجارية ، وحرية التنقل للمواطنين والمقيمين فيما بين دول المجلس ،وفي دورته الثانية والأربعين التي عقدت في ديسمبر 2021م، اتخذ المجلس الأعلى لمجلس التعاون قرارا بإنشاء الهيئة الخليجية للسكك الحديدية. وقد وافق المجلس الوزاري في ديسمبر 2023م على أن يكون التاريخ المستهدف لتشغيل مشروع سكة الحديد بين الدول الأعضاء بالكامل هو ديسمبر 2030م.