التمثال.
لاشيء في البدءِ ، كلّ الأمرِ أمنيةٌ من بعد أن خمدت في صمتهِ اللغةُ وكانَ ضوءاً تناسى سرّ مطلعهِ فصارَ من ثغراتِ القلب ينفلتُ رغم المسافة كان التيهُ في عجل يفضي به حيث صوت الروح بوصلةُ وحيث خاتمة الترحال أولهُ أما الدليل ، فلاوقتٌ ولا جهة مسافرٌ حاكت الأوهامُ سحنتهُ فلاح في صمتهِ للحزن مئذنةُ الواهمون ، تمادوا في تملّقه والواثقون به أعيتْهُم الثقةُ إذا الدروب تلاشتْ من خريطته آوتْهُ في زبدِ الأيامِ مقصلةُ يحدّقون به ، والريح تنشدهم متى ستُقطعُ من أحلامهِ الصلةُ ورمّموه كماالتمثالِ ، ظاهرهُ حجارةٌ ، خلفها نزفٌ وأسئلةُ فكلما زارهُ حدسٌ إليه مضوا ليُسكتوه كما بالأمسِ هم سكتوا سيرقبون مدى الأيام عثرتهُ إذا هوى، فهوى الوهمُ الذي نَحتوا وسوف تذبلُ في وجدانهم قصصٌ لولا التوجّسِ ماكانوا لها كَبتُوا كم بينهم من تهاوى قلبه صعِقاً وفي تفاصيلهِ حربٌ مؤجّلةُ لو كان ثمة دربٌ آخر لنأى أو ربما حرّرتْ مغزاهُ أجنحةُ ولو تأمّلَ في الإبحارِ مُحتشداً بذاتهِ لعلَتْ للجرحِ أشرعةُ سيستردّ كثيراً من ملامِحهِ لو أنّه لحظةً للعمقِ يلتفِتُ