تتويج بيئي جديد للمملكة ..

فرســــان .. أول محمية سعودية تنضم إلى قائمة « رامسار » الدولية.

أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عن تسجيل محمية جزر فرسان كأول موقع بحري سعودي في اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية ويأتي هذا الاٍختيار تأكيداً لدور المملكة وريادتها في الحفاظ في الثروات الطبيعية والنظم البيئية وصون هذه الثروات والموارد الفطرية وتعزيز حضورها في الاٍتفاقيات الدولية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة ومبادرة السعودية الخضراء توج ذلك أن تكون فرسان أول محمية بحرية سعودية تدرج ضمن بنود هذه الاٍتفاقية ، وأوضح مدير إدارة اللافقاريات في المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور عبد المانع القحطاني أن إدراج محمية جزر فرسان ضمن قائمة “رامسار” للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية خطوة محورية تعكس الاعتراف العالمي بقيمة هذا الموقع وما يتمتع به من نظم بيئية عالية الحساسية. وتتويجًا لجهود المملكة في حماية النظم البيئية وصون ثرواتها الطبيعية وموائلها الفطرية، أيضاً تعزيز حضورها في الاتفاقيات البيئية الدولية، بما يتواكب مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء. كما يعكس التقدم المؤسسي الكبير في مجال حماية الأراضي الرطبة والطيور المائية المهاجرة وتطبيق الحلول المستندة إلى الطبيعة. وقد جاء هذا الإدراج بعد استيفاء المحمية أربعة معايير رئيسية؛ فهي تمثّل نموذجًا فريدًا للبيئات الرطبة في جنوب البحر الأحمر، وتضم أنواعًا مهددة مثل ظبي الإدمي الفرساني والسلاحف البحرية والرخمة المصرية. هذا الإنجاز يؤكد التزام المملكة بصون تنوعها الأحيائي واستعادة موائلها الطبيعية، ويجسّد الدور المؤسسي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في إدارة وتقييم الأراضي الرطبة، وتطوير برامج الرصد والحماية وإعادة التأهيل. تحتوي المملكة العربية السعودية على بيئات فريدة ومتنوعة وغنية بالتنوع الأحيائي ومن ضمنها جزر فرسان الغنية بالشعاب المرجانية، وأشجار المانجروف، ومصبات الأودية، وتشكل موئلًا للأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، كما تعد محطة رئيسة لهجرة الطيور المائية عبر القارات. وقد سبق أن سُجلت ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (الماب) التابع لليونسكو عام 2021، مما يعكس قيمتها البيئية العالمية وتنوعها الطبيعي الفريد. وأضاف د القحطاني وقال الدكتور القحطاني إننا نعمل بالمركز وفق رؤية شاملة لصون الحياة الفطرية تقوم على الشراكة والتكامل، سواء مع الجهات ذات العلاقة أو مع المجتمع المحلي، ايماناً بأن استدامة التنوع الأحيائي مسؤولية وطنية مشتركة حيث نعمل حاليا على تحديث الخطة الوطنية للأراضي الرطبة والمتوقع أن ينتج عنها رصد أكثر من 607 مواقع على مستوى المملكة، مع تحديد 244 موقعًا ضمن نطاق المحميات الطبيعية. كما نعمل على مشاريع إعادة تأهيل النظم المتدهورة، ورفع الوعي بأهمية هذه المواقع بوصفها بيئات نوعية تثري التنوع الأحيائي وتعزز التوازن البيئي. وهي جزء من رحلة العقد الاستكشافية التي أعلن عنها المركز والتي تستهدف أيضا حصر جميع النظم البيئية والتنوع الأحيائي البري بالمملكة). بقي ان نشير أن هذا التنوع الاٍحيائي في هذه المحمية يضم مائة وثمانية وثمانين نوعاً من النباتات ومن أبرز المواقع البيئة في البحر الأحمر لما تتميز به من وفرة الشعاب المرجانية واشجار المانجروف والشورى والطيور والكائنات البحرية من اسماك نادرة وحياة بحرية تنتشر على سواحلها وفي أعماق بحرها وبين خلجانها الساحرة لتشكل خزاماً بديعاً ولوحة فائقة الجمال، إضافة اٍلى كونها محطة مهمة لهجرة الطيور القادمة من قارات العالم كما تمتلك جزر فرسان قطعان نادرة من الظبي الفرساني الشهير المسمى (الاٍدمي) ، هذا التنوع الفريد ضمن لها كذلك وجعلها أن تكون أول محمية طبيعية تسجل على قائمة الاٍنسان والمحيط الحيوي(اليونسكو) عام (2021) لتبرهن هذه الجزر بهذين الاٍختيارين العمق الطبيعي والحضاري وانسجام المجتمع المحلي مع الجهود المبذولة في الحفاظ على هذه الثروات وتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ عليها ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط من الثراء الطبيعي بل أن جزر فرسان تمتلك ثراءً ثقافياً مذهلاً وبعداً حضارياً يأتي منسجماً مع ثرواتها الطبيعية التي وهبها الخالق من هذه المواسم التي تأتي طوال العام ومن هذه الموسم موسم قدوم أسماك الحريد المهاجرة و كذلك موسم الطيور المهاجرة وموسم العاصف وجني الرطب وما يصاحب تلك المواسم من مظاهر احتفالية أبدع الأهالي في رسمها واقعاً ملموساً كما اكتسبت جزر فرسان أهمية من خلال فن المعمار الذي تجلى في النقوش البديعة في المنازل والبوابات التي لازالت صامدة اٍلى اليوم مما أكسب تلك الجزر مميزات أخرى من خلال تعاقب الحضارات التي شكلت هويتها الثقافية